دعا السفير الفرنسي في لبنان برنار إيمييه إلى تهدئة الشارع والعودة إلى لغة الحوار بعيداً عن الإعلام لإيجاد حلول لبنانية للأزمة، مؤكداً تشجيع المبادرات الإقليمية الجارية.وكان إيمييه قد زار أمس الرئيس سليم الحص وأطلعه على نتائج مؤتمر «باريس ــ3»، وشدد «على أهمية هذا المؤتمر التي تعود نتائجه بالخير على جميع اللبنانيين»، موضحاً أن «المساعدات التي حصل عليها لبنان ستمنح خلال 5 سنوات شرط احترام الحكومة اللبنانية للبرنامج الموضوع مع المؤسسات الدولية، في سياق إصلاحات ضرورية».
وأكد أهمية إيجاد حلول لبنانية ناجعة للأزمة الراهنة في «إطار الحوار الداخلي الذي يجب أن يستأنف، وأعتقد أنه بدأ بين الأطراف»، لافتاً إلى «أننا نتطلع باهتمام إلى الجهود التي يبذلها الأمين العام للجامعة العربية، وكذلك مساعي المملكة العربية السعودية وأطراف أخرى في المنطقة من أجل إيجاد حلول للأزمة القائمة»، مشدداً على «أهمية العودة مجدداً إلى الحوار».
وقال: «لقد راقبنا في اليومين السابقين الإدانة الحازمة للتفجيرات التي حصلت في عين علق، واستنتجنا أن الاحتفالات التي أقيمت في الذكرى الثانية لغياب الرئيس رفيق الحريري جرت في الشارع بالتأكيد، لكن بهدوء تام. لذلك، أعتقد أن الوقت مهم جداً الآن لنستعيد الذكرى ونستوحي من رؤية الرئيس الحريري وإرثه ورسالته لتخطي هذه التظاهرات ولتهدئة الشارع والعودة الى لغة الحوار بعيداً حتى عن الضوء الإعلامي كي تتمكن المبادرات الإقليمية من إيجاد عناصر تهدئة للخروج مما يشبه الدوامة المستمرة منذ فترة غير وجيزة التي نعتقد أنها ممكن أن تستمر إذا لم تتوافر للقياديين اللبنانيين المعطيات الكفيلة بالمساعدة على الخروج منها».
والتقى إيمييه الأمين العام لوزارة الخارجية والمغتربين السفير هشام دمشقية، وأوضح أن البحث تناول العلاقات اللبنانية ــ الفرنسية و«موضوع القرار 1701 وضرورة تطبيقه بكل مندرجاته». وأضاف: «كذلك تحدثنا عن وضع «اليونيفيل» والطريقة التي نعمل بها في إطار تأمين استقرار لبنان. وتناولنا مسائل ثنائية مختلفة يجري العمل في شأنها بأفضل الشروط الممكنة بين السفارة الفرنسية والوزارة».
وعن انتقاد بعض رجال السياسة في لبنان فرنسا لتدخلها في شؤونه الداخلية، ومنهم وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ قال إيمييه: «لم أطلع على أي تصريح لوزير الخارجية اللبناني ينتقد فيه فرنسا بالذات»، مشيراً إلى أنه «يجب فهم الروح التي تنتهجها فرنسا في سياستها المواكبة والداعمة والصديقة للبنان.». وأكد «أننا نرافق الحوار الذي يستعاد ونشجع المبادرات الإقليمية الجارية».
وعن وجود مشروع قرار فرنسي ــ أميركي في شأن إنشاء المحكمة تحت الفصل السابع، قال: «لم أبلّغ بذلك».
(وطنية)