رأى شيخ عقل الموحّدين الدروز نصر الدين الغريب في كلمة بالذكرى الثانية لاغتيال الرئيس رفيق الحريري أن «لبنان افتقد مناضلاً عربياً قلّ نظيره في الدفاع عن العروبة، ومخلصاً لوطنه تفانى في الذود عنه وعن مؤسساته الدستورية، عراباً للطائف إبان الحرب ورئيساً جديراً بالرئاسة ودعامة وطنية كبرى لإعادة إعمار لبنان».وقال: «ذهب الرئيس الحريري من أجل لبنان. أفنجعل من ذهابه حرباً أهلية تطيح الوطن وكل إنجازاته؟ فإذا استفاق يوماً ونظر الى ما يحلّ بنا من تشرذم وانقسام، وتيقّن أن ما بناه يتعرض للخراب، فما عساه يقول؟: «لا، أيها اللبنانيون، استفيقوا قبل فوات الأوان. فإن قرأتم الفاتحة على ضريحي فلتكن فاتحة الخير والسلام».
وتذكّر الشيخ الغريب «الشهيد كمال بك جنبلاط الذي استشهد دفاعاً عن مبادئه وتطلعاته الوطنية وكلمته الجريئة وكان مثالاً في الرجولة والرزانة والعطاء، عربياً جاهد في سبيل العروبة، مدافعاً عن حقوق العمال والفقراء، يلقن دروساً ويؤلف كتباً في أدب المخاطبة والكلام، نستنير بمؤلفاته ونظرته العصرية لما نعاني منه في عصر فقد الجميع منها الكثير. فما بالنا لا نقرأ ولا نتعمق بما كتب ووجّه واعتنى؟ كان بعيداً كل البعد عن الشتائم، يحقق مبتغاه بكلمات فذة رصينة».
وأشار إلى «أن الأحداث تتوالى وتفتك بمواطنين أبرياء في عين علق وغيرها من المناطق اللبنانية. فمن هو المسؤول؟ ومن نطالب بتحديد المسؤولية؟ أفنطالب المعارضة أم السلطة لكشف المجرمين؟ ولمن نعلّق المشانق؟ للمجرم أم للضحية؟». ودعا السياسيين الى «التعالي على الجراح، واطرحوا مصالحكم الشخصية جانباً، وانظروا إلى شعبكم بعين الرأفة والشفقة، فبعضهم يهاجر وبعضهم يتسكع على أبواب الفنادق والمصانع والمعامل، ولم يبق لهم سبيل سوى التسوّل والاستجداء. إن جميع العرب والعالم ينظرون الينا بعين الرفعة، ونحن لا نكنّ لأنفسنا إلا الخصومة. كفانا أيها الإخوان. فالعاصفة عاتية، والهيكل يتداعى. وإذا سقط فعلى رؤوسنا جميعاً».
ولمناسبة الذكرى الـ25 لانتفاضة الجولان، وجّه الغريب برقية الى الشعب العربي السوري حيّا فيها صمودهم في وجه «المخطط الصهيوني لإلحاق الجولان بكيانه المصطنع، فدفعتم ثمن ذلك عشرات الشهداء ومئات المعتقلين ومعاناة في سبيل حرية الجولان». كما توجّه بالتهنئة إلى الأسيرين الجولانيين المحررين: كمال عطا الله الولي وعباس صالح عماشة. وحيا «المقاومة الشريفة البطلة في فلسطين ولبنان والعراق، على أمل حرية كافة الأسرى والمعتقلين من سجون الاحتلال وعلى رأسهم سمير القنطار».
ودعا الزعماء والملوك العرب والمسلمين إلى «الوقوف وقفة ضمير في وجه ما يتعرض له المسجد الأقصى والمقدسات في فلسطين المحتلة، والعمل على حمايته من المخاطر المحدقة به».
(وطنية)