أجمع خطباء الجمعة على انتقاد بعض خطابات قوى 14 آذار في الذكرى الثانية لاغتيال الرئيس رفيق الحريري ورأوا فيها «محاولة لنسف الجهود والمبادرات الرامية الى حلحلة الأزمة».ودعا المرجع السيد محمد حسين فضل الله الى «دراسة الخلفيات السياسية للجريمة المروعة في عين علق»، مبدياً خشيته من «أن تبدأ التفجيرات في أكثر من منطقة بفعل الذين لا يريدون للبنان أن يستقرّ ويتوحّد ويحلّ مشاكله بنفسه في محاولةٍ لنشر الفوضى في ساحاته التزاماً بالمشروع الأميركي للفوضى البنّاءة». وطالب السياسيين بـ «أن يرحموا بلدهم ويمتنعوا عن عرض عضلاتهم الكلاميّة في إثارة المشاعر بالكلمات الحادّة التي تُباعد بين اللبنانيّين وتثير حساسيّتهم الطائفيّة وتستخدم أسلوب الشتائم هنا وهناك».
ورأى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان «أن ما سمعناه من خطابات مسيئة ومتشنجة خارج عن المألوف»، مطالباً «السياسيين بالخطاب المعتدل الذي لا يسيء الى الناس ولا يثير الفتنة وأن يلجموا ألسنتهم». وقال «ان ما يجري من تصعيد لا يبشر بالخير، فالبلد مهدد إذا بقي الوضع على حاله ولا يجوز التمسك بالكراسي والمصالح الخاصة على حساب الشعب». وطالب رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بالاستقالة.
وأكد رئيس مجلس قيادة حركة التوحيد الاسلامي عضو «جبهة العمل الاسلامي» الشيخ هاشم منقارة «أن الحل السياسي في لبنان بات مسدوداً أمام الحلول المطروحة إسلامياً وعربياً لأن بعض المتسلقين على حساب دم الرئيس الحريري ما زالوا ينتظرون حلاً غربياً لا داخلياً»، مشيراً الى «ان بعضهم ما زال متعطشاً لعودة البلاد الى حرب اهلية». وانتقد خطابات ذكرى اغتيال الحريري التي تحولت الى «خطابات ايقاظ الفتن النائمة من خلال الابواق الموتورة». ولفت الى أنه «كان من الاولى ان تصبّ خطابات قوى 14 آذار في مصلحة الوطن لا انتقاماً من لبنان ومقاومته».
ورأى عضو مجلس أمناء حركة «التوحيد الاسلامي» الشيخ شريف توتيو، أن تفجير عين علق يدل على «نيات خبيثة وحاقدة تجاه لبنان وشعبه في ظل الحديث عن قرب التوصل الى حلول وكأن المطلوب هو تعطيلها وزيادة درجات التوتر والاحتقان المذهبي والطائفي». وأشار الى أن الهدف من وراء اغتيال الحريري كان «ايصال البلد الى شفير الهاوية وحافة الصراعات الطائفية لعقد صلح ثنائي بين لبنان والعدو الصهيوني للوصول الى سلاح المقاومة وتركيع سوريا ومحاصرة ايران». وشدد على «أن انتصار تموز التاريخي كان الإسفين الاول في نعش المؤامرة الاميركية ــ الصهيونية ضد لبنان والمنطقة».
وانتقد رئيس «لقاء الجمعيات والشخصيــــــــــات الاسلامية» الشيخ عبد الناصر جبري بشدة «بعض الخطابات السوقيــــــــــة والشوارعية والساقطة والهابطة»، مستهجــــــــــناً «استخدام جمل وألفاظ سيئة وبذيئة لا تتصل بالسياسة بالقرب من ضريح الرئيس الحريري». وأكد «أن هذه الخطابات النارية التافهة هدفها عن قصد وسوء نية نسف المساعي الطيبة لإحلال الوفاق والتفاهم بين اللبنانيين بجهود السعودية وايران».
(الأخبار، وطنية)