ثائر غندور
... وتعرّض معهد الفنون الجميلة ـــ الحدث لهجومٍ جديد. لم تجرِ معالجة حقيقية للإشكالات التي حصلت في الفترة الأخيرة وبلغت ذروتها مع «هجوم الثلاثاء الماضي». أسلوب «تبويس اللحى» لم يجدِ نفعاً، فقد اتّبعته طويلاً الميليشيات التي أحكمت سيطرتها على بعض الكلّيات وأرادت نقل تجربتها إلى معهد الفنون الجميلة الذي لم يعتد هذه التصرفات منذ تأسيسه. رئيس الجامعة الدكتور زهير شكر يعد بمعالجة قانونية للحادث، ويؤكّد أن أسماء «المشاغبين» عُرفت وسيتم محاسبتهم بحزم. وينتظر رئيس الجامعة اليوم تقريراً من مدراء الكليات يحوي أسماء مفتعلي الحادثيبدو الاشمئزاز على محيّا طلاب الفنون، بعدما تحولوا إلى أهداف لزملائهم من باقي الكلّيات. ويشير رئيس مجلس طلاب الفرع الأول في الفنون سامر عطوي إلى أنّ الطلاب أتوا إلى الحدث بهدف الانفتاح على باقي الطلاب والتعايش معاً في مجمّع واحد، «وعندما أقفلت كافيتيريا الحقوق وإدارة الأعمال فتحنا كافيتريا كلّيتنا أمامهم. فبدأت المشاكل بسبب النقاش على أحقية استخدام طاولة Ping Pong، فأخرجناها من الكافيتيريا، ثم حصل إشكال الثلاثاء». ويؤكد عطوي أن مجلس الفرع كان قد طالب بمنع الطلاب من خارج الفنون من الدخول إلى مبناها، «وأرسلنا طلباً رسمياً وصل إلى العميد ولا نعرف إن كان قد وصل إلى رئيس الجامعة». ويرى عطوي أن الاعتداء على الغير أصبح مثل التسلية بالنسبة إلى طلاب الحقوق، «وتاريخ طلّاب الفنون يشهد على حضاريتنا». كما أكّد عطوي الاتفاق مع مدير المعهد الدكتور أكرم قانصو على منع أي طالب غير مسجل في المعهد من الدخول إليه، بعد اجتماع بعض ممثلي مجالس الفروع والقوى السياسية مع المدير.
وكان قانصو قد نال نصيباً من حادث الأمس. فبعد أن حضر حوالى خمسين شاباً من الحقوق إلى الجامعة وهم يُنشدون نشيد حركة أمل وشعاراتها، وطالبوا «برأس الطالب بشار ضاهر وطالبٍ آخر» لأنه رفع دعوى ضد الذين اعتدوا عليه الثلاثاء، كما تهجّموا على عدد من الطلاب في الكافيتريا، خرج قانصو إليهم محاولاً تهدئتهم فتعرّض «للدفش» من جانب «الحقوقيين». ووقفت القوى الأمنية تتفرّج على ما يجري، وتأخّر وصول عناصر مكافحة الشغب أكثر من نصف ساعة، فلم يتم اعتقال أحد. وسمع الطلاب مديرهم يصرخ بالقوى الأمنية: «اعتقلولكم شي واحد». وتساءل رئيس الجامعة الدكتور شكر عن دور الأجهزة الأمنية في الجامعة وذلك بعد تقاعسهم عن القيام بدورهم في الحادثين.
ويشير مسؤول الحزب الشيوعي في قسم المسرح عبدو شاهين إلى أن المهاجمين وقفوا أمام مدخل الكلية لثلث ساعة «وهم يشتموننا». وتساءل عما إذا كان البعض يرفض وجود الفنون في هذه المنطقة، أو «أنهم لم يتعوّدوا مشاهدة عمل سياسي منظم وحضاري في جامعة تحوي مختلف القوى السياسية».
بدوره، نفى مسؤول حركة أمل في كلية الحقوق والعلوم السياسية هيثم بعلبكي أن يكون قد حصل أي إشكال، «لا بل نحن قدمنا إلى المدير الورود واعتذرنا عمّا حصل الثلاثاء، كما أن بشار أسقط الدعوى». الجدير بالذكر أن بعلبكي كان قد نفى سابقاً أي علاقة لطلاب الحقوق بإشكال الثلاثاء. أمّا بشار ضاهر فأكّد أنه لم يُسقط الدعوى، ولن يُسقطها إلّا إذا أُعيد الاعتبار إليه وإلى زملائه في الكلية بعد الإهانة التي تعرّضوا لها والتعهد بعدم التعرّض له أو لأي من زملائه.
وأشارت بعض مصادر حركة أمل إلى أن أسباب الإشكال تعود إلى أول من أمس، حين وزّع الحركيون بياناً يعتذرون فيه عن «هجوم الثلاثاء»، فمزّق طالب من الفنون نسخة عن البيان، ما اضطرّ شباب أمل إلى الردّ البارحة. لكنّ بعض مصادر أساتذة الكلية يتخوّف من أن تكون هذه التصرّفات محضّرة سلفاً بهدف خنق الحركة الفنية والثقافية والسياسية في معهد الفنون الجميلة. والجدير بالذكر أن طلاب الفنون يحضّرون لامتحاناتهم، وهذه هي المرّة الثانية التي تتعطل فيها تحضيراتهم مع أساتذتهم، وهو أمر يؤثر سلباً على طلاب المسرح بشكل خاص.