حذّر المرجع السيد محمد حسين فضل الله من أن الإدارة الأميركية استبدلت خططها لإقامة ديموقراطيات في المنطقة بـ«العمل لتحريك الفتنة بين السنّة والشيعة، في العالم العربي والإسلامي، فزرعت ألغاماً سياسية وأمنية وعطّلت أكثر من فرصة للحل في لبنان وخارجه»، مناشداً العلماء «الكفّ عن كلمات الإثارة والاتهام، ونبش التاريخ بطريقة غرائزية».وإذ لفت، في تصريح وزّعه مكتبه الإعلامي «إلى أن مسألة الاختلاف في الواقع الإسلامي قديمة»، دعا إلى ضرورة «التحديق ملياً في الجهات الدولية التي تحرّك الأجهزة هنا وهناك، أو تقف وراء مشروع الفتنة المذهبية التي يراد للبلدان الإسلامية كلها أن تكتوي بناره».
وبعيداً عن استحضار عنصر «المؤامرة»، أكّد فضل الله أن الإدارة الأميركية «تقف وراء الكثير من الألغام السياسية والأمنية التي أثارت الشكوك والمخاوف، وعطّلت أكثر من فرصة للحل في لبنان وخارجه، ولا تزال تعمل على اغتيال فرص الحلول، تارة بشكل مباشر وأخرى بشكل غير مباشر، لأنها تريد للواقع اللبناني وغيره من المواقع أن يكتوي بنار الاهتزازات السياسية والتوترات المذهبية».
واستناداً إلى أهداف «الخطط الأميركية الخبيثة»، دعا فضل الله المسلمين الذين «يتراشقون بالاتهامات، تحت هذا العنوان السياسي أو ذاك العنوان العقيدي، أو تلك الأفكار التي يظنها البعض التزامات وهي مجرد كتابات عفا عليها الزمن»، إلى «أن يكفوا عن ذلك كله، ليلتقي أهل الحل والعقد فيهم على رسم الخطط التي من شأنها أن تحفظ الإسلام في بلاده وأن تحمي حركته في الخارج». كما دعا العلماء إلى «عدم الذهاب في الاتجاه الذي يضع مذهباً أو مجموعة بكاملها في دائرة الاتهام».
وختم تصريحه بالقول: «أيها المسلمون، أيها العرب، تحرّكوا في خط الوحدة، وأسقطوا من كلماتكم وكتاباتكم ومواقفكم كل ما يثير وكل ما يقود إلى الفتنة، وهلمّوا جميعاً للدفاع عن الإسلام. لأننا عندما نحمي الإسلام، نستطيع أن نحفظ المذاهب والأوطان. وعندما نسقط في وحول الفتنة، سيسقط الهيكل الإسلامي والعربي على رؤوس الجميع».