قبل يومين، سقط الشاب مروان م. من على دراجته النارية في الضاحية الجنوبية. وصودف مرور شاحنة كبيرة، فداست على يده اليمنى، وكادت تقتله. وبعد تجمع عدد من المواطنين حوله، طلب مروان إيصاله الى احد المستشفيات القريبة من مكان الحادث، فتجاهله الجميع، واعتذر منه احدهم قائلاً: «أنا أملك سيارة، لكن سامحني لأنني لن أقلك إلى المستشفى لأنني قبل مدة أخذت مصاباً بحادث مروري ولم أنج من تحقيقات استمرت مدة يومين، والآن طلبت لك الاسعاف». علماً بأن مركز الدفاع المدني في حارة حريك لا يبعد الا نحو مئتي متر، إلا أن سياراته كانت جميعها مشغولة في مهمات.من حسن حظ مروان، أنه صودف مرور سيارة إسعاف تابعة لجمعية أهلية، فطلب شخص من السائق أن يقل المصاب إلى المستشفى. وفي الطريق، سأل سائق سيارة الاسعاف المصابَ عن اسمه، فأجابه الأخير وهو مشوش الذهن ويكاد يغيب عن الوعي من شدة الألم. لكن المسعف «الغيور» لم يسمع الاسم بوضوح، فعاجل مروان بسؤال آخر: «إنت مسيحي؟»، اجاب مروان بالنفي، فقال له المسعف: «كيف تكون مسلماً وأهلك سمّوك مارون؟». بعد هذا الجواب، ازداد تشوش ذهن مروان. ولما وصل إلى المستشفى، تبين أن حظه أكثر من جيد، لأن يده لم تكن قد أصيبت بأي كسر، كما لم تصب بأي جرح خطير. لكن مروان ما زال يعاني «صدمة نفسية»...
(الأخبار)