strong>عساف أبو رحال ــ داني الأمين
أعلنت قوات اليونيفيل، أمس، أن دورية من الوحدة الإسبانية، العاملة في إطارها، تعرضت للرشق بالحجارة من جانب شبان لبنانيين. لكن الناطق الرسمي والمستشار السياسي لليونيفيل ميلوش شتروغر قال: «إنه لم تقع إصابات أو أضرار مادية خلال الحادث. ورأى أن هذا الحادث ثانوي ولا تأثير له على الوضع الأمني، وقد أطلعت عليه القيادة الدولية». كما قلل مصدر في حزب الله في الجنوب من أهمية الحادث ووصفه بأنه «عابر».
وفي التفاصيل، أن الدورية الإسبانية الـتي تعمــــــــــــل في القطاع الشرقي إلى جانب قـــــــــــــــــوات فـــــــــنلندية وهندية وماليزية، تعرضت للرشق بالحجارة خلال الليل الفائت أثناء مرورها بين مثلث دبين ومدخل مرجعيون، ما استدعى تدخل الأجهزة الأمــــــــــــنية التي ألقت القبض على عدد من الشبان كانوا يلهون في أحد محال الأنترنت، ثم أفرجت عنهم لعدم عــــــــــــــلاقتهم بالحادث. وأوضح مصدر أمني أن الحادث فردي وغير مدبّر، وهو بالتالي عرضي ولا داعي للتوقف عنده. وأفاد مصدر أمني «الأخبار» أن الجيش اللبنــاني اعتقل ستة أشخاص ليلة الســــــــــبت الأحــــــــــــــد من سكان قرية دبين، قبل أن يتم الإفراج عن خمسة صباح الأحد، في حين أبقي شخص واحد من بلدة بلاط قـــــــــــيد التوقيف بـــــــــعدما عثر في جيــــبه على رصاصتين وذلك بغية التوسع في التحقيق معه.
الى ذلك، شهد الجنوب اللبناني صباح أمس أول اعتصام من نوعه أمام مركز قيادة القوة الدولية في الناقورة بالقرب من الخط الأزرق، شارك فيه عشرات المعلمين والمعلمات اللبنانيين، طالبوا فيه القوات الدولية بموقف محايد من الأزمة اللبنانية وبالبقاء على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين.
الاعتصام الذي نظمه «تجمع المعلمين في لبنان» طالب الأمين العام الجديد للأمم المتحدة بان كي مون بمقاطعة حكومة الرئيس فؤاد السنيورة «حفاظاً على الوحدة الوطنية»، وضرورة الالتزام بسياسة الحياد التام مع جميع القوى اللبنانية.
وفي التفاصيل، تجمّع نحو 300 شخص عند الساعة العاشرة والنصف أمام مقر الأمم المتحدة بشكل فجائي، ومن جميع المناطق اللبنانية، وخصوصاً من القرى والبلدات الجنوبية؛ وقدموا باقة من الورود للأمين العام الجديد للأمم المتحدة بمناسبة توليه منصبه الجديد، تسلمها بالنيابة عنه الكولونيل الفرنسي «لالان»، إضافة إلى رسالة موجهة إلى الأمين العام تتضمن المطالبة «بمقاطعة الحكومة اللبنانية غير الشرعية، لأنها أخلّت بدستور الدولة اللبنانية لجهة الحفاظ على التوازن بين الطوائف المكوّنة للمجتمع اللبناني، ما أنتج أزمة طائفية سياسية حادة تضع لبنان على حافة الهاوية، وذلك للمحافظة على الوحدة الوطنية وسلامة الوطن وأمنه، وتعزيزاً لثقتنا بمؤسسة الأمم المتحدة وبالعاملين فيها، وضرورة قيام مؤسسة الأمم المتحدة باعتماد سياسة الحياد التام وعدم زج نفسها في الخلافات اللبنانية والتجاذبات الداخلية». وقام جنود اليونيفيل بإقفال أبواب المقر من دون أن يتدخلوا مع المشاركين في التظاهرة.
ورفع المتظاهرون شعارات بالإنكليزية والعربية، منها: نعم للأمم المتحدة التي تدعم لبنان والقرارات التي تساعده على نيل حقوقه واستعادة أراضيه المحتلة وأسراه ووقف الخروق الإسرائيلية براً وبحراًَ وجواً. كما حمل المتظاهرون لافتات تهاجم الحكومة اللبنانية وتدعو إلى انتخابات مبكرة، جاء في بعضها: «حكومة فؤاد السنيورة ساقطة دستورياً وشعبياً» و«دعمكم لحكومة السنيورة هو انتهاك للدستور». وفي ختام الاعتصام، شكر الكولونيل لالان المعلمين ووعدهم بإيصال الرسالة الى الأمين العام للأمم المتحدة.
من جهة ثانية، أقيم في دارة النائب أنور الخليل وبدعوة منه، لقاء تعارف ضم قائد الكتيبة الإسبانية الجنرال غارسيا سونشيز ورؤساء بلديات ومخاتير قرى قضاءي حاصبيا ومرجعيون. ودعا الخليل الأمم المتحدة إلى القيام بدورها لمنع الخروق والعمليات العدائية بموجب القرار 1701». الجنرال سونشيز شكر الخليل على مبادرته، وعدّد إنجازات كتيبته في المنطقة، مشيراً إلى «موضوع الانسحاب الجزئي من بلدة الغجر، ونحن مصممون على متابعة هذا الأمر». وفي الجانب الاقتصادي، لفت إلى استثمارات بنحو 20 مليون دولار تنتظر موافقة وزارة الخارجية الإسبانية للبدء بتنفيذها.
ميدانياً، كثّفت قوات الاحتلال من دورياتها على الحدود الدولية، وخصوصاً بين بوابة فاطمة والعديسة، حيث شوهد الجنود يلتقطون صوراً للمارة في الجانب اللبناني من الحدود، فيما سيّرت قوات اليونيفيل دورياتها على امتداد الخط الأزرق. كما أنهت اللجان الطوبوغرافية في القوات الدولية «اليونيفيل» والجيش اللبناني المرحلة الأولى من عملها في مطابقة 13 نقطة اعتلام على الخط الأزرق للتأكد من صحتها، لتبدأ المرحلة الثانية بعد ذلك لتثبيت النقاط وإظهارها، ثم المرحلة الأخيرة بإعادة السياج الشائك.