نادر فوز
أطلقت اللجنة الأهلية لمتابعة قضايا المرأة مشروعها التثقيفي الذي يمتد من منتصف شهر شباط الحالي حتى أواسط شهر أيار القادم، بهدف تحسين الثقافة العامة عند النساء خصوصاً، وتشجيعهنّ على الحوار والمناقشات المبنية على طرق منهجية وتبنّيهن مفاهيم حقوق الإنسان. وتنظّم اللجنة خلال هذه الفترة سلسلة من اللقاءات في الجامعة الأميركية (أيام الجمعة) و«اليسوعية» (أيام السبت).
عقد اللقاء التثقيفي الأول بعنوان «النظام الطائفي ودوره في تعطيل الديموقراطية»، وحاضر فيه الدكتور سليمان تقي الدين. كما قدّمت خلاله رئيسة اللجنة الدكتورة أمان كبّارة شعراني المشروع، فعرضت أهدافه وسلسلة الحلقات التي ستقدّم، إضافةً إلى نبذة عن تاريخ الجمعية وظروف تأسيسها.
تناول الدكتور تقي الدين تاريخ الصراع والتقسيم الطائفي في لبنان منذ عهد الإمارتين، مروراً بتاريخ لبنان الحديث، وصولاً إلى اليوم. ورأى أنّ «ما كان يسمّى ضمانات للطوائف تحوّل إلى حقوق الطوائف على حساب المواطنين»، مشيراً إلى أنّ الطائفية نشأت «على فكرة التشارك بين الطوائف». ورأى أنّ فكرة الشراكة أصبحت اليوم مكوّناً أساسياً للديموقراطية.
كما أعطى شرحاً مبسّطاً للطائفية في ظل العولمة بعد أن قام بتشريحها وعرض أسسها ومقوّماتها. ورأى تقي الدين أنّ الحل في لبنان قد يكون عبر تشكيل مجلسين، الأول للنواب دون قيد طائفي والثاني للشيوخ يضم ممثلين عن كل الطوائف «يمكن من خلاله البتّ بكل القضايا التي تعتبرها الطوائف تمسّ بها». وجرى نقاش بين المشاركين والمحاضر بعدما أنهى مداخلته، فطرحت أسئلة عديدة منها مفهوم الدولة في ظل العولمة، ودور الدول الأجنبية في دعم الطائفية، والخطط التي يجب اتّبعها لتطوير المجتمع وتفعيل دور اللبنانيين لكونهم مواطنين لا أبناء طوائف.
ليست هذه المرة الأولى التي تقيم فيها اللجنة الأهلية مثل هذه اللقاءات، فقد نظّمت عدداً منها في بيروت وطرابلس على مدى شهرين، لشرائح اجتماعية مختلفة من طلاب ومنظمات غير حكومية. وكانت اللجنة قد تألفت في 19 تشرين الثاني عام 1993 للتحضير لمؤتمر بيكين والمشاركة فيه، وحصلت على العلم والخبر في 12 حزيران 1996.
تطرح اللجنة أهدافاً عديدة لتحقيقها، ومنها: تطوير مشاركة المرأة في جميع مستويات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وإلغاء جميع أشكال التمييز ضد المرأة؛ التوعية على النوع الاجتماعي (GENDER) وإدماجه في السياسات الوطنية؛ تمكين النساء من المشاركة في صنع القرار وفي ممارسة حقوقهنّ والقيام بمسؤوليّاتهنّ في تخطيط السياسات في الحياة الوطنية؛ تعزيز القيم التي تحترم حقوق الإنسان وفي صميمها حقوق المرأة؛ تعزيز التواصل بين النساء على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي.
وتقول الدكتورة أمان شعراني إنّ اللجنة قامت خلال السنوات العشر الأخيرة بنشاطات عديدة للعمل على هذه الأهداف. كما أسست الجمعية مركزاً للنوع الاجتماعي بهدف التوعية والتثقيف والتدريب معتمدة «على مبدأ التنسيق مع الهيئات والمنظمات الرسمية وغير الرسمية». وعن سبب اختيار التثقيف السياسي، تقول شعراني إنّ هذا النوع من النشاطات يمكن تحديد أبعاده بثلاث نواحٍ: «تحصيل المعرفة حول جمع الحقائق والمعلومات الخاصة بالمؤسسات في مختلف المجالات، الالتزام بالنظام والقوانين، والمشاركة الفعلية في إعداد المواطنين بهدف إتمام الوحدة الوطنية».
لا تتلقى اللجنة دعماً من أي طرف سياسي، لكن تعتمد لتمويل نشاطاتها على مساهمة المنظّمين فيها وبعض «التبّرعات» الشخصية منهم. كما تشكر السفارة الهولندية على مساندتها هذا المشروع ضمن برنامج «واترا كاب».