النبطية ــ كارولين صبّاح
رأى رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد أن البلد «آيل الى السقوط، بفعل أداء الفريق الحاكم»، مستشرفاً الواقع المرتقب بالاستناد الى مجموعة إشارات «ابتداءً بالتحريض المذهبي والطائفي، وصولاً الى التسلح وأوكار العصابات وقطاع الطرق والمهمات التخريبية التي بدأت توكل الى هذه المجموعات في المناطق المختلفة».
ولافتاً الى أن الموالاة «تريد تخريب لبنان»، أكد أن المعارضة «تريد استقراره، وفق مسار صحيح يؤدي الى كشف حقيقة من قتل الرئيس رفيق الحريري».
وكان رعد قد ألقى كلمة خلال احتفال أقامه «حزب الله» في النبطية، عرض خلاله العمل المشهدي الكربلائي «لن تمحوا ذكرنا»، وتضمّن كلمة للحاج عماد عواضة، بحضور شخصيات سياسية ودينية واجتماعية.
وفي إطار عرضه لواقع الساحة اللبنانية، رأى رعد أن الفريق الحاكم «لا يريد حلاًّ، لأنه لا يملك قراره»، ولأن الأمر متعلّق بالأميركيين الذين «لا يريدون استقرار البلد، حتى يتبين لهم الخيط الأبيض من الخيط الأسود في بغداد وفلسطين»، لافتاً الى أن المعارضة «تدعو إلى التشاور والاتفاق والتفاهم على القرارات الوطنية، بينما السلطة لا تستطيع قبول عرض من دون مشاورة السفيرين الأميركي والفرنسي».
وإذ أشار الى وجود محاولات سعودية ــ إيرانية لإيجاد تسوية لحلّ الأزمة اللبنانية، شكّك في ما «إذا كان قد فات السعودية القطار، لأن من يحسب عليها لم تعد تمون عليه».
ولخّص رعد ضمانة الوضع الحالي بـ«عدم جنوح المعارضة الى التخلي عن الخطوط الحمراء، وفق الالتزام الحقيقي بالضوابط التي وضعتها لنفسها في مواجهة مكابرة الفريق الحاكم»، مضيفاً: «للأسف، لا نرى أن المرحلة تتجه نحو البناء، بل الى تأخير سقوط البلد من جانب المعارضة بالتزاماتها وضوابطها. فالمعارضة لم تطلب إزالة السلطة من مواقعها، بل طلبت مشاركة بما يؤمّن لها ثلثاً ضامناً لضمان القرارات السياسية التي تصدر عن الحكومة، وهم يريدون القول لنا إننا جاهزون لإعطائكم عشرة ونحن نأخذ 19، ويبقى الوزير الملك لا يسمع ولا يرى ولا يصوّت ولا يملك حق القيام والقعود ولا هو الذي يقرّر، فأين هذا من الدستور؟ يريدون من المعارضة أن تقبل بهذا العرض ليقولوا إن المعارضة قررت مخالفة الدستور ووافقت على ذلك».
وفي احتفال أقامه «حزب الله» في بلدة النبي شيت (وطنية) لمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد الأمين العام السابق للحزب السيد عباس الموسوي، لفت عضو «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب حسين الحاج حسن الى أن تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس الأخيرة تكشف الأهداف الأميركية الحقيقية تجاه لبنان، وهي «جعله منطلقاً وقاعدة أمنية وسياسية وعسكرية واقتصادية»، مؤكداً تصميم المعارضة على «مواجهة الوصاية الأميركية، بكل أشكالها».
وفي شأن تطورات الوضع الداخلي، أشار الى أن الموالاة تسعى الى «ضرب مؤسسة مجلس النواب»، وحذّر من خطورة القيام بأي «خطوة إضافية لضرب هذه المؤسسة، لأن آثارها ستكون كارثية على البلد»، داعياً الى ضرورة «إيجاد مساحة تسوية من أجل مصلحة كل لبنان، والخروج من النفق المظلم».
وتطرّق الحاج حسن الى الأحداث الأخيرة التي حصلت في البقاع الشمالي، فحذّر من وجود «تحريض من بعض المندسّين، داعياً البقاعيين الى «الوقوف في وجه من يحرّض»، والأجهزة القضائية الى «الضرب بيد من حديد لمنع الفتنة».
في إطار آخر، دعا عضو شورى «حزب الله» الشـــــــــــخ محمد يزبك، خلال رعايته مصالحة بين عائلتي جمعة وعباس في بلدة علي النهري (البقاع)، الى «الوحـــــــدة والتمــــاسك ازاء المؤامرات والمخطــــــــــــطات الدخيلة من هنا وهناك، وعلى رأسها المخططـــــــات الأميركية والإسرائيلية»، مؤكــــــــــداً أن الوقوف في وجـــــــــــه أميركا والعالم المستكبر هو «الأســـــــــــــاس في حفظ الكرامة والعزة».
وانتقد خطاب «فريق 14 شباط» الذي «وصل الى أسفل ما يمكن تصوّره في الخطاب السياسي، بحيث ظهر في هذا الفريق من كان موتوراً الى أبعد الحدود»، مستغرباً «كيف أن هؤلاء يسلّمون قيادة البلد ويؤتمنون عليه»، مضيفاً: «إننا نمدّ اليد ونفتح القلب لكل حر وأبي يرفض الإذلال والخضوع، لكننا لن نساوم على عزتنا وكرامتنا ووحدتنا».
وبعد أن أجرى مقارنة بين خطاب «فريق 14 شباط» وخطاب الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله «الموزون والحكيم»، أكد يزبك أن المعارضة «هي اليوم أقوى من أي وقت مضى. ومهما فعلوا لجرّنا الى حرب أهلية، سنقف في وجه هذه الحرب وفي وجه الفتن. ومهما هوّلوا بالفصل السابع والإتيان بالقوات الدولية، فإن الشعوب تبقى الأقوى والأبقى لأنها تحكم بإرادتها لا بإرادة الآخرين».