فاتن الحاج
مجلس الطلّاب يمنع تحوّل الكليّة إلى «ساحة عشق للدرك»

تعود معضلة غياب الحرم الجامعي في كلية الآداب والعلوم الإنسانية ــ الفرع الأول إلى الواجهة، بعد إقدام بعض عناصر قوى الأمن الداخلي، في الآونة الأخيرة، على إزعاج طالبات الكلية. وإذا كان الطلاب ما زالوا يعضّون على الجرح لعدم لحظ كليّتهم في مخطّط المجمع الجامعي، فهذا لا يعني أنّهم سيسكتون طويلاً عن هذه الحال.
وكان مجلس طلاب الفرع قد سارع إلى منع تحوّل الكلية إلى ساحة «عشق»، عبر معالجة «مضايقات» الدرك للطالبات. فحصل على تعهّد آمر فصيلة الرملة البيضاء النقيب بشار الخطيب بـ«أخذ الموضوع على عاتقنا، من خلال إعادة تموضع العناصر بالشكل اللائق، وإعطاء «إشارة» يومية بحدود التعاطي مع الطلاب». يذكر أنّ المجلس تلقى بعض شكاوى الطالبات لجهة «تلطيشات» الدرك «فيني إحكي معكِ، وما شابه» حتى إنّ إحداهنّ وصلت إلى المجلس «باكية»، فيما بدا أنّ بعض العناصر الأمنية التي ترتدي اللباس الكحلي تقوم «بكزدورة» يومية في الكلية، وهي ليست من «المولجين» بالحمايةإلّا أنّ المبنى الجامعي البديل هو مفتاح الحل لمشكلات الكلية»، كما يؤكّد رئيس المجلس عباس قطايا، «والطلاب لن يتوانوا عن النزول إلى الشارع في أقرب وقت ممكن لتجديد المطالبة بالمبنى اللائق، ولا سيما أنّهم مستاؤون جداً من الواقع، فيما نحاول تهدئتهم مراعاة للظروف السياسية التي يمر بها البلد». ويوضح قطايا أنّ حركتنا المطلبية لن تأخذ أي منحى سياسي ما دام الحرمان يجمع الطلاب على اختلاف انتماءاتهم السياسية والطائفية. ويقول: «لن نزور وزير التربية» بعدما زرناه مراراً من دون جدوى، وسنكون على أهبة الاستعداد للتحرّك، لأنّنا لن نسمح بأن تكون الظروف على حساب دماء طلابنا، إذ لا تزال الشهيدة ريم صالحة مثالاً حيّاً على إهمال الجامعة».
وفيما يعقد مجلس طلاب الفرع اجتماعاً في اليومين المقبلين لمتابعة قضية المبنى، نظّم المجلس أمس لقاء تعارف للطلاب الجدد، بحضور مدير الفرع الدكتور عصام شبارو. شبارو دعا إلى أن تكون الجامعة محطة للحوار وترك السياسة للسياسيين، مشيراً إلى «أننا سنقوم بكل ما بوسعنا للتعويض على الطلاب، حتى لو اضطر الأمر إلى تمديد العام الدراسي». وقد أثنى شبارو على الدور الذي أداه مجلس الطلاب خلال فترة حرب تموز لجهة إيواء الكلية للنازحين. من جهته، شدّد قطايا على أهمية عدم تحويل الجامعة من ساحة للتفاعل إلى متاريس للأحزاب.
وعن تكثيف انتشار القوى الأمنية في الكلية، قال: «إننا لسنا ضد الحضور الأمني شرط أن تقوم هذه القوى بوظيفتها فلا تتجاوزها إلى مضايقة الطلاب». قطايا أثنى على مناقبية النقيب الخطيب الذي تولى معالجة القضية وتعهد عدم تكرار مثل هذه المحاولات. كما أشاد من جهة ثانية، بعناصر الجيش اللبناني التي تتعاطى مع الطلاب باحترام.