صيدا ــ خالد الغربيصور ــ آمال خليل

في ميناء الصيادين في صيدا حيث تركن مراكب الصيادين يشكو أبو إبراهيم بوجي الذي أمضى ردحاً طويلاً في عمله صياداً من الصعوبات التي تواجه عملهم، ولا سيما تلك الناتجة من حصار النفايات في البحر وخارجه. وفي الطقوس البحرية كثيراً ما يراهن الصيادون على هدوء العاصفة التي تخلّف عادة مناخاً مؤاتياً لغلّة وفيرة، إذ تستكين المياه وتصبح «غليني» ويبحر هؤلاء في مياه راكدة ونظيفة و«جلّابة» لأنواع مختلفة من الأسماك.
لكن الرياح في صيدا تجري بما لا تشتهي السفن إذ تخلّف العاصفة وراءها النفايات التي تقذفها الأمواج وتتقاذفها المياه من مكب النفايات الى «البور» (ميناء الصيادين) بالقرب من المراكب، ويخزّن القعر قسماً كبيراً منها على الرغم من مشروع تنظيف المرفأ الذي يشمل سحب الأتربة والوحول من قعره. وبات الصياد أسير النفايات براً وبحراً، وما يمكن حصده من غلة قد يحوّل لإصلاح ما ينتج من الأضرار التي تلحق بالمراكب.ويقول بوجي: «ما يزيد الطين بلة، أكياس النايلون التي تنتشر في المياه، حيث تلتف هذه الأكياس على مروحة الدفع، ما يؤدي الى كربجة وتعطيل المروحة التي تستلزم تكلفة عالية لإصلاحها». ويتساءل بوجي «من المسؤول عن هذا الإهمال، وما هو دور البلدية ووزارة الأشغال؟».
وفي صور، لاحظ البيئيون ظواهر غريبة على الشاطئ تمثّلت في خروج كميات من النباتات البحرية الخضراء ذات الرائحة الكريهة من البحر إلى سطح الماء، علماً بأنه ليس موعد خروجها ولا الأخضر لونها ولا الكمية المطروحة كميّتها. وأما ظهورها الآن فمرده إلى عوامل طارئة على قعر البحر، لا بل يدل على موت هذه النباتات التي توفر التوازن للحياة الحيوانية البحرية وتشكل مورداً اقتصادياً مهماً لسكان المنطقة.
ولمواجهة المشكلة، اجتمع عدد من الجمعيات الأهلية والبيئية لإطلاق حملة لإنقاذ بحر صور، مناشدين جميع المعنيين، ولا سيما وزارات النقل والبيئة والثقافة، العمل لمعرفة الأسباب الحقيقية التي تؤدي إلى حصول هذه الظواهر.
الناشط الأهلي نصر شرف الدين ردّ الظاهرة إلى أسباب عدة منها: مكب نفايات رأس العين الملاصق لحدود الشاطئ الواقع ضمن إطار المحمية الطبيعية، ومخارج المياه المبتذلة الموجهة إلى البحر من سبع نقاط مختلفة، وتصريف نفايات ومجاري مخيم الرشيدية مباشرة في البحر. ولم تستبعد الجمعيات أن يكون العدوان الأخير وما رافقه من اعتداءات بحرية من بين الأسباب الملوِّثة، إضافة إلى حركة القوات البحرية التابعة لليونيفيل ودورياتها ومناوراتها المتكررة في بحر صور.