كمال شعيتو
في مثل هذا اليوم من الأسبوع الماضي، نقلت الصحف خبر وقوع انفجار إجرامي في عين علق أودى بحياة 3 مواطنين وجرح 23 آخرين... كاد مسلسل الإجرام أن يمتدّ الى الأسبوع الجاري... لكن ذلك لم يحصل إذ نجا المواطنون في محلة بئر حسن يوم أمس من مجزرة حقيقية. فلم يدر المواطن «غ. أ.» أن مهنته بجمعالخردة كادت أن تودي بحياته وحياة المواطن «ج. ق.» الذي يملك محلاً لتصليح الدواليب في محلة بئر حسن مقابل مبنى المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، وعلى بعد حوالى 200 متر من قصر جبر الذي يستخدمه مكتب أمن الضاحية في مديرية المخابرات في الجيش اللبناني.
وفي التفاصيل أن «غ. أ.» أحضر إطار سيارة، وجده قرب المدينة الرياضية أمس، إلى محل صديقه لتفكيك الإطار الخارجي، ليستفيد من بيع «الجنط». لكن المفاجأة كانت عثورهما في داخله على 3 أصابع من مادة الـTNT مربوطة بساعة توقيت ومعدّة للتفجير. بمجرد اكتشاف العبوة، سارع «غ. أ.» للاتصال بالقوى الأمنية، وعمد إلى توقيف سيارة «جيب» للجيش اللبناني صودف مرورها في المكان. ولدى حضور قوة من الجيش وعناصر من مكتب أمن الضاحية في مديرية المخابرات إلى المكان، ضُرب طوق أمني وأخلي المبنى المؤلف من ثلاث طبقات، وقام الخبير العسكري بتفكيك العبوة، بينما عمد عناصر من فوج الهندسة إلى تفتيش «الريغارات» ومحيط المكان خوفاً من وجود عبوات أخرى. وبعد تفكيكها سُمح للمواطنين بالعودة إلى منازلهم، فيما باشرت الفرق المختصة رفع البصمات والأدلة الجنائية، بينما نقل المواطنان إلى المحكمة العسكرية لمتابعة التحقيقات وأخذ إفادتيهما. وتزامن رفع الأدلة من داخل المحل مع وجود شاب وفتى مدنيين في داخله إلى جانب عدة عناصر من الجيش.
وأكد مصدر أمني وجود 3 أصابع TNT داخل الإطار، زنتها 1200 غرام، مربوطة بساعة يدوية وصواعق مجهزة للتفجير. أضاف المصدر أن خللاً طرأ على العبوة من خلال شريط نزع من مكانه، رُجّح أنه حصل أثناء نقل الإطار أو أثناء تفكيكه، حال دون انفجارها. كما أكد المصدر الأمني وجود مسامير وبراغي داخل العبوة. يقول «ج. ق.»، صاحب المحل، إنه لدى تفكيكه الإطار بمساعدة «غ. أ.» لاحظا وجود أصابع الـTNT، فخرج الاثنان من المحل، واتصل «غ. أ.» بالمخابرات. وفي التفاصيل، قال «س. أ.» شقيق «غ. أ.»، إن الأخير وجد ليل أول من أمس الإطار قرب مبنى الـBHV في بئر حسن، فوضعه خلف مقعد سيارته (بلايزر حمراء رباعية الدفع)، إذ كان عائداً برفقة زوجته من سهرة في برج أبي حيدر . وحسب قول الشقيق، فإن الإطار «كان موضوعاً على بعد 100 متر من مفرق السفارة المصرية، وقريباً من معهد بئر حسن الرسمي».
من ناحية أخرى، رأى بعض سكان المبنى وأصحاب محال مجاورة أن المستهدف بالعبوة هو المكان الذي وجد فيه الإطار، ولا سيما أنه شهد أحداث الجامعة العربية.