strong>أطلع الرؤساء الثلاثة على أجواء لقاءاته في الرياض ودمشق وتمنى عدم الوصول إلى العصيان المدني
أكد الرئيس سليم الحص «أن لبنان بحاجة الى تدخل عربي لمساعدته على الخروج من الأزمة الراهنة»، آملاً أن «تقوم المملكة العربية السعودية بهذا الدور»، موضحاً في الوقت نفسه أن «لا مبادرة جاهزة لديها حتى هذه اللحظة».
كلام الحص جاء بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد إميل لحود أمس حيث أطلعه على زيارتيه إلى الرياض ودمشق. كما زار الحص كلاً من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة للغاية نفسها.
وفيما أبلغ لحود الحص «دعمه لأي تحرك أو مبادرة من شأنهما المساعدة على إيجاد حل عادل للأزمة السياسية الراهنة»، مؤكداً أن «الهدف الأسمى يجب أن يكون توافق اللبنانيين على كل ما يحفظ وحدتهم ويحصّنها ويحميها من المخططات التي تستهدفها»، قال الحص بعد اللقاء إنه «أطلع رئيس الجمهورية على أجواء اللقاءين اللذين أجراهما مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الأسد وكانت الأجواء فيهما إيجابية».
وسئل الحص ما اذا كان قد لمس وجود مبادرة جاهزة لدى السعودية لحل الأزمة، وما إذا كان يقبل بتولي رئاسة الحكومة إذا عُرضت عليه فأجاب: «أنا منذ عام 2000، كنت رئيساً للوزراء وسقطت في الانتخابات، وكنت أول رئيس وزراء في تاريخ لبنان يسقط في الانتخابات وهو في سدة المسؤولية. وقد أعلنت حينذاك أنني قررت الانتقال من حيز العمل السياسي الى حيز العمل الوطني، وميّزت بين العملين. فالعمل الوطني عمل سياسي بامتياز، وكما ترون أنا أتحرك سياسياً كأي سياسي محترف وربما أكثر، سواء بالإدلاء بمواقف أو القيام بمبادرات وتحركات. لكن العمل الوطني ليست له أهداف سياسية، وهذا يعني أنني لا أعمل في النطاق الوطني من أجل الوصول الى مقعد حكومي أو وزاري أو ما شابه، وقلت غير مرة إنني لن أتقبل رئاسة الوزراء أو أي مقعد حكومي بعد اليوم».
وسئل: هل لدى السعودية أي طرح لحل الأزمة الحالية؟
أجاب: «أنا أرى أن المملكة العربية السعودية ستقوم بمبادرة للخروج من الوضع الراهن كما فعلت من قبل بعد أزمة دامت خمسة عشر عاماً لم تنته إلا في الطائف. (...) ثم كانت السعودية هي المبادرة الى حل النزاع بين الفصائل الفلسطينية وكان هذا إنجازاً عظيماً. لقد تحدثنا عن هذا الموضوع وأنا أرى أنه سيكون للسعودية دور بالتوفيق بين اللبنانيين. نحن في حاجة الى تدخل عربي في هذا الإطار والتجارب علمتنا ذلك، ونأمل أن تقوم السعودية بهذا الدور. ليس هناك من مبادرة جاهزة حتى هذه اللحظة، لكنْ هناك استعداد تام لمعاونة لبنان للوصول الى حل لأزمته».
سئل: حكي عن صيغة تكون أنت فيها الوزير الملك أو الوزير المحايد أو المستقل هل تقبل بهذا الدور لانقاذ لبنان؟ أجاب (مازحاً): «أقبل أن أكون ملكاً لكن ليس وزيراً».
وعن رأيه بتلويح المعارضة بإعلان العصيان المدني تمنى الحص «ألا تصل الأمور الى هذا الحد لأن العصيان المدني خطر جداً»، آملاً «الوصول الى حل قبل أن يعلن شيء من ذلك».
وعلمت «الأخبار» أن الرئيس الحص حرص على إحاطة الرؤساء الثلاثة بأبرز الانطباعات التي طلع بها بعد اجتماعه بكل من العاهل السعودي والرئيس السوري، موضحاً أن المملكة لا تملك مبادرة محددة في الوقت الحاضر، لافتاً الى أنها تقوم بسماع الأفكار الخاصة بهذا الشأن والاستئناس بآراء وملاحظات مختلف القيادات اللبنانية ونظرتها الى كيفية الخروج من الوضع الراهن.
وذكرت المعلومات أن الحص بدا حريصاً على عدم إغراق الناس بالتفاؤل حتى لا يتكوّن لديهم انطباع مغاير للواقع، كما شرح وجهة النظر السورية القائمة على دعم وتأييد كل ما يتفق عليه اللبنانيون، على الرغم من المآخذ الكثيرة التي تبديها القيادة السورية على أداء السلطة والأكثرية وسلوكهما.
وفي هذا الإطار نقلت وكالة «أخبار لبنان» عن مصادر قريبة من الحص قوله «إن السعودية قادرة على تأدية دور مهم جداً في أي بلد عربي وعندها وزن ومتميز، وأدّت هذا الدور في فلسطين ونجحت، ومن الممكن ان تحل المشكلة في لبنان لكن عندما تنضج الأمور لأن لدى السعوديين ظروفهم واعتباراتهم». ولدى سؤال الرئيس الحص عن امكان حصول «مكة لبنانية» نقلت المصادر نفسها عنه قوله ممازحاً: «أتمنى ولكن ليس مكة لأن العماد عون سيحضر، يجب ان يكون طائف لبناني». ويرى الرئيس الحص وفق هذه المصادر ان الولايات المتحدة لا تريد شيئاً من لبنان بل تريد الشيء الكثير عبره كما أبدى تخوفه أن لا يبقى الوضع على حاله من التهدئة». وكان الحص قد استقبل صباح أمس نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي الذي نوّه بعد اللقاء بالدور الذي تقوم به السعودية «خصوصاً أن بعض الأبواق الأجنبية حاولت أن تسوّق تحت عنوان حلف المعتدلين على أنه دور للخندقة في جبهة ضد جبهة أخرى تسمّى غير معتدلة تضم، من «حماس» مروراً بـ«حزب الله» وانتهاءً بجبهات أخرى». أضاف: «إن الدور الذي تقوم به المملكة العربية السعودية تبين بعد لقاء مكة الذي أنتج الوفاق الفلسطيني ــ الفلسطيني أنه دور يتميز بإرادة كي يكون حلف المعتدلين الذي تتزعمه عملياً المملكة العربية السعودية هو حلف لإنتاج الوفاق العربي والوفاق الاسلامي والوفاق الفلسطيني وبالتالي اللبناني والعراقي، من هنا نأمل أن توفق الجهود كاملة في اتجاه إعادة صياغة الاستقرار اللبناني حتى يتجنب لبنان المنزلقات الخطيرة».
وعقدت الأمانة العامة لمنبر الوحدة الوطنية ــ القوة الثالثة اجتماعاً لها أمس اطلعت خلاله من أمينها العام الرئيس الحص على أجواء زيارتيه الى الرياض ودمشق، وأصدرت بياناً تمنت فيه أن «تقوم المملكة العربية السعودية بمبادرة حيال لبنان على غرار المبادرة الموفقة التي قامت بها لإنهاء الخلافات بين قيادتي «حماس» و«فتح» الفلسطينيتين، بعد أن ثبت للأسف أن اللبنانيين عاجزون عن حل خلافاتهم في ما بينهم». كما تمنت «عودة مياه العلاقات الأخوية بين السعودية وسوريا الى مجاريها» «لافتة الى أن لا حل يرتجى في الظروف الحالية لأزمة لبنان المستحكمة في غياب القدر الحيوي من الوفاق على الساحة العربية».
(الأخبار، وطنية)