هجوم على بري «غير الحيادي»... و«تهويله» يعرقل المبادرات
في ظل استمرار المساعي والاتصالات الهادفة لإيجاد حلّ للأزمة اللبنانية، عبر الوساطات الإقليمية والعربية، ركّزت تصريحات «الأكثريين» على توجيه الاتهامات الى المعارضة بـ«العمل على إفشال المبادرة العربية، وعرقلة المحكمة الدولية»، مؤكدين أن صيغة 19/11 المطروحة «هرطقة وبدعة»، الى حدّ دفع أحد النواب الى مقاربة موضوع «الثلث المعطّل» بأنه ترجمة لـ«وجود رستم غزالي في شتورا». ولم يستثن الهجوم رئيس مجلس النواب نبيه بري، من زاوية «عدم حياديته»، معتبرين أن تهديده بلجوء المعارضة الى العصيان المدني «تهويل، لا يساعد المبادرات».
فقد أكد وزير الشباب والرياضة أحمد فتفت أن الاتصالات التمهيدية بين بري والنائب سعد الحريري «لا يمكن أن تتوقف»، موضحاً أن المساعي السعودية ــ الإيرانية تصبّ في خانة «تهيئة الأجواء للمبادرة العربية التي أعلنها عمرو موسى، وهي التزامن بين المحكمة وحكومة الوحدة الوطنية (19+10+1)».
ورأى فتفت أن «المسؤولية واضحة على من لا يسعى كفاية لحل الأزمة»، مضيفاً: «تقدمت الأكثرية باتجاه المعارضة في الكثير من الخطوات، وقبلت بحكومة جديدة مشاركة بكل شيء، لكن المعارضة أصرّت على عدم التقدم بأية خطوة باتجاهنا». وأشار الى أن «المفاجأة الكبيرة» جاءت من رئيس مجلس النواب الذي «لم يكن محايداً»، و«تحدث عن العصيان المدني، وعن توقف الاتصالات وعدم تحقيق أي تقدم فيها»، لافتاً الى أن «هذا التهويل لا يساعد المبادرات»، ومعتبراً أن «الأجواء المتشنجة جاءت بعد القمة في طهران بين الرئيسين بشار الأسد وأحمدي نجاد»، رأى أن «الفريق السوري لا يريد المحكمة، ويريد فرض حكومة تتضمن ثلثاً معطلاً، قبل أي حديث عن المحكمة كي يجعل البحث فيها مستحيلاً»، مؤكداً أن أفضل صيغة للحكومة هي «صيغة (19+9+2) التي وضعها الرئيس فؤاد السنيورة والتي تطورت إلى (19+10+1) على يد الرئيس سليم الحص، ومن ثم تبناها عمرو موسى، لأنها تؤمن المشاركة الكاملة».
ورأى النائب عاطف مجدلاني، في حديث إذاعي أن أساس أزمة لبنان هو «قيام المحكمة الدولية»، وأن الوضع «مفتوح على كل الاحتمالات، احتمال التوافق على حل يرضي الجميع والعودة الى المبادرة العربية، كما على التشنج والتطرف»، معتبراً أن «التشدد» في خطاب الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، إضافة الى خطابات رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، دلالة على وجود «تشنّج».
ورداً على ما يشاع حول دور «الأكثرية» في إفشال المبادرة العربية، رأى مجدلاني أن «حزب الله» وحلفاءه «هم من رفضوا المبادرة العربية، بإصرارهم العلني على رفض المحكمة الدولية، عبر تجاهلها بخطاب السيد نصر الله ورفض الصيغة التي وضعها الأمين العام لجامعة الدول العربية، وإصرارهم على الثلث المعطل والانتخابات المبكرة».
من جهته، أمل عضو «كتلة اللقاء الديموقراطي» النائب أكرم شهيب في «أن يكون هناك اختراق، في مكان ما، من أجل ولادة تسوية للأزمة الحالية»، لكن «لا معطيات تؤشر الى إحراز تقدّم، ولم يتبين بعد الخيط الأبيض من الأسود، في موضوعي المحكمة الدولية والحكومة».
واعتبر شهيب، في حديث إذاعي أن الاتفاق السعودي ــ الإيراني «وجد مشكلة بالقدرة الإيرانية على تسويق الاتفاق لدى النظام السوري»، متسائلاً: «هل سيرضى النظام السوري بقيام المحكمة ذات الطابع الدولي بحاضنة لبنانية أم لا؟».
ورداً على قول الرئيس الإيراني أحمدي نجاد إن إيران ولبنان جسم واحد، أكد شهيب أن «لبنان ليس جسماً من إيران ولا من سوريا ولا من أميركا ولا من فرنسا»، مضيفاً: «إذا استمروا يربطوننا بهذا الجو، لمنع المحكمة عن النظام السوري، فإن صيغة 19+11 وصيغة الثلاثين لا تحلّان مشكلة المحكمة، ولا حتى صيغة الـ 19+10+1، وعندها يكونون هم من أخذ البلد الى التدويل، وهنا الخطورة».
بدوره، اعتبر عضو «كتلة تيار المستقبل» النائب عمار حوري، في حديث الى جريدة «الأنباء»، أن المحكمة هي «العنوان الأوحد للأزمة الحالية»، وأن من يطرح موضوع المحكمة في صفة مقايضة «يرتكب فاحشة وطنية وأخلاقية».
وإذ أشار إلى أن مطلب الثلث المعطل «بدعة، لأن الدستور لم يتحدث عن الثلث الضامن أو المشارك»، استغرب حوري كيف أن المعارضة «تكيل بمكيالين». ورأى أن المفاوضات السعودية ــ الإيرانية «محكومة في مكان ما بالتوافق، ومفتوحة على جميع الاحتمالات في أماكن أخرى»، واصفاً لبنان بـ«بلد التسويات والحلول الوسط».
وانتقد النائب فؤاد السعد، بعد لقائه البطريرك مار نصر الله بطرس صفير، الصيغ المطروحة لحل الأزمة الحكومية، انطلاقاً من كونها «ابتكارات ليست سوى هرطقات لا أساس دستورياً لها»، داعياً الى «الإقلاع عن هذه التركيبات، والعودة الى الدستور وشروط اللعبة الديموقراطية البرلمانية التي تضمن حقوق الجميع».
وإثر لقائه رئيس الهيئة التنفيذية لـ«القوات اللبنانية» سمير جعجع، رأى النائب هادي حبيش أن طرح 19/11 «غير مقبول»، واعتبر أن الحل موجود «لدى قوى 8 آذار التي تعرقل الأمر، فهي تؤيد المحكمة كعنوان وليس كمضمون»، مبدياً ترحيبه بأي مبادرة سعودية «إذا حاولت جمع القوى اللبنانية كافة».
بدوره، رأى النائب رياض رحّال، بعد لقائه جعجع، أن صيغة الـ19/11 «هرطقة، تشير الى أن رستم غزالي ما زال موجوداً في شتورا».
(وطنية، أخبار لبنان)