المريجات ــ سيرين قوبا
يعتز العميد المتقاعد وليد زيتوني بهواية جمع الاسلحة التي بدأها سنة 1970 نتيجة قراءاته لمسار تطوّر الاسلحة المرتبطة بفترات تاريخية محددة وخاصة في القرن العشرين عندما بدأت فاعلية الاسلحة النارية تصوغ لغة جديدة على مستوى الحروب التي تجلّت بالحربين العالميتين الاولى والثانية، لترسخ صراع الإنسان مع الطبيعة ومع الآخر من اجل البقاء، وهذه الاسلحة تدل على انماط العمل العسكري وتحوّلها من الجهد الفردي الى استخدام وسائل اكثر فتكاً.
منزل العميد زيتوني في بلدة المريجات البقاعية، مقسم إلى عدة جدران للعرض. فهناك اسلحة صيد قديمة، وأسلحة حربية تحشى من الفوهة، وأسلحة ميكانيكية ذات «ترباس» تعود الى الحرب العالمية الأولى، وأسلحة آلية من الحرب العالمية الثانية ومعظمها غير قابل للاستخدام في الوقت الحاضر، وأسلحة الصيد القديمة التي تعود الى اوائل القرن الماضي (بو فتيلة ــــــ والدّك) إضافة إلى سلاح ذي فوهتين وناقر خارجي.
تتنوع أسلحة العميد زيتوني بين محلية وأخرى أوروبية المنشأ، وتتموضع في عرض حائط الصالة خزانة زجاجية تصطف فيها مجموعة مسدسات تعود الى نهاية القرن التاسع عشر، مسدسات ذات «الحشو» وأخرى «اكرا» ومسدس «مانليخر» الذي يعود الى عامي 1901 و1903. والـ «سترلنغ» والـ«ستن» نمساوي الصنع يعبّأ من المغلاق ولم يعد يوجد منه الآن. وبندقية «الابراهيمية» وهي تحشى من الفوهة يعود تاريخها الى سنة 1848 استخدمت أثناء حملة محمد علي باشا على لبنان وهي أيضاً نادرة الوجود. كما يضم معرض زيتوني اسلحة حربية كانت مستخدمة وتعود الى بداية الحرب العالمية الاولى وتسمى اسلحة «ميكانيزية» اي غير آلية (يدوية)، وجزء منها فرنسي يعرف باسم: «موسكيتون» الطويل، وكان يستخدمه رجال المشاة، «اما الموسكيتون» القصير، فقد استخدمه الخيالة في الحرب العالمية الاولى. وهناك بنادق انكليزية وألمانية وأميركية تعود لبداية الحرب العالمية الثانية، جزء منها الماني وفرنسي «مات SG» وبعضها تشيكي والآخر روسي، وسلاح الـ«ريميكتون» الذي استخدم أثناء الحرب الأهلية الأميركية ومن النادر وجوده الآن ايضاً.
زيتوني صرّح لـ «الأخبار» بأن هناك «عروضاً لشراء هذه الأسلحة تأتيه باستمرار، لكنه يرفض بيعها نظراً لقيمتها التاريخية، علماً بأنه سبق أن اهدى إلى احد الزعماء السياسيين قطعة من اقدم الاسلحة التي كانت لديه. ولكونه كان ضابطاً في الجيش اللبناني، فقد اختبر تقنية المحافظة على هذه الاسلحة في خزائن جدرانية تحفظها من الرطوبة والغبار دائماً، وزيوت خاصة للحفاظ على شكلها ولمعانها.
يجمع بيت العميد زيتوني إضافة إلى مختلف أنواع الأسلحة، أنواعاً عدّة من القطع الأثرية القديمة، منها عملات معدنية «رومانية ــــــ عربية قديمة» ومسابح من مختلف الانواع «كوربا ــــــ يسر ــــــ عاج إلخ» وأجران وخوابٍ قديمة العهد، وأوانٍ من الكريستال الاسود القديم والنادر، بالاضافة الى «نادور» نحاسي بحري كان يستخدمه البحارة اثناء عملياتهم البحرية في نهاية القرن التاسع عشر.