الزهراني ــ آمال خليلحاصبيا ــ عساف أبو رحال

يأمل أهالي بلدة العدوسية في قضاء صيدا ـ الزهراني في أن تنتهي معاناتهم بعد بدء الأشغال في جسر البلدة الذي قصف في العدوان الإسرائيلي الأخير، وهو الطريق الحيوي الذي يربط بلدتي العدوسية والمعمرية بمحيطهما، علماً بأنه لا حل بديلاً قدم لهم حتى الآن، بل كانوا يضطرون إلى سلوك طرق زراعية فرعية تتبع لقرى تفاحتا والنجارية والنميرية المجاورة لهما. وأسوأ ما في الأمر، أن أهالي العدوسية لا يزالون يعبرون يومياً الأوتوستراد الذي يفصل بين البلدة والطريق الساحلية لدى توجههم أو عودتهم من أشغالهم أو جامعاتهم.
فقد بدأت شركة الاتحاد الأشغال في ثمانية جسور قصفت في عدوان تموز الأخير بدعم من المكتب الإيراني لدعم لبنان، في بلدات العدوسية والسكسكية والصرفند والبابلية وأنصارية ــــــ دير تقلا وأنصارية ــــــ أبو الأسود وخيزران.
وبالرغم من أن لبنان وافق على المساعدة الإيرانية في بداية تشرين الأول الفائت، فإن سبب التأخير في العمل الميداني يعود إلى الإجراءات التي ارتأت الجهات الرسمية التزامها. فالدراسات التي قدّمها المكتب الإيراني لإعادة بناء الجسور، حوّلتها الحكومة اللبنانية إلى شركة تدقيق في فرنسا تدعى (Veritas). ويرجّح مدير المكتب الإيراني في النبطية عباس حرب، أن يستغرق التنفيذ خمسة أشهر في الجسور، ما عدا جسر خيزران الذي تستغرق إعادة بنائه ثمانية أشهر نظراً لحجمه. ويوضح بأن الاتفاقية التي وقّعت بين لبنان وإيران تشمل إضافة إلى الجسور، تأهيل الطرقات الفرعية والرئيسية في الجنوب والتي من المفترض أن يبدأ العمل فيها بعد شهرين بعد وضع الدراسات للطرقات كلها.
وعلى مجرى الحاصباني أعيد أخيراً بناء سد «الدبور» شرقي سوق الخان، بعد أن دمرته طائرات الاحتلال خلال حرب تموز، وذلك بتمويل من البعثة البابوية.
أنشئ السد في ستينيات القرن الماضي لخدمة الزراعات البسيطة التي تعتاش منها عائلات من قرى ابو قمحة وحاصبيا والفرديس والهبارية، إضافة الى جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية التي تملك 42 ألف متر مربع.
مختار قرية أبو قمحة راشد أبو راشد، قال لـ«الأخبار»: «اليوم أنجز بناؤه مجدداً بتمويل من البعثة البابوية بتكلفة بلغت نحو 20 مليون ليرة. طوله نحو 30 متراً وعرضه أكثر من 15 متراً وبعمق وسطي قدره عشرة أمتار، تتفرع منه قناتان للري: الأولى كانت تدير مطحنة الريس للحبوب والثانية تروي بساتين الحلال، وتنتهي عند جسر الشقعة جنوباً بمسافة نحو ألف متر».