رأى الرئيس نجيب ميقاتي أن من يحكم في لبنان يجب ألا يكون طرفاً مع فريق ضد آخر. وأوضح أن «الحكومة بحسب الدستور، تشمل كل الأطراف والتيارات اللبنانية»، مؤكداً أن «المشاركة هي أساس النظام اللبناني». وأشار إلى أن «إلقاء التهم جزافاً في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري والتسرع في إطلاق الأحكام يضر بلبنان قبل أية دولة أخرى».وقال ميقاتي في حديث إلى التلفزيون الجزائري «إن من يحكم في لبنان ويولى إدارة شؤون البلاد يجب ألا يكون طرفاً، بل جامعاً ومستوعباً لكل التيارات السياسية ويحافظ على التركيبة اللبنانية، وأن يكون متمسكاً بالعيش المشترك في لبنان وباستقلاله وسيادته».
ورأى أن «من الصعب اتهام أحد» في جريمة اغتيال الحريري «من دون أدلة واضحة وقاطعة»، مشيراً إلى أن «الكلام الذي يطلق في هذا الإطار سياسي، وعلينا انتظار صدور القرار الاتهامي عن المحقق الدولي، ومن ثم إحالة هذا القرار على المحكمة المنوي إنشاؤها، التي يجب ألا تكون هدفاً في حد ذاته، بل وسيلة للوصول إلى معاقبة من قام بهذه الجريمة الخطيرة». وأعرب عن اعتقاده بأن «خطأ حصل في إدارة هذا الملف أوصلنا إلى الواقع الراهن الذي تمر به مسألة إنشاء المحكمة».
وأضاف أن من الخطأ القول إن الحكومة منتخبة وتمثل أكثرية، موضحاً أن «السلطة الإجرائية المنوطة بالحكومة، بحسب الدستور، تشمل كل الأطراف والتيارات اللبنانية، لا طرفاً واحداً، ومن المستحيل أن يحكم طرف بمفرده في لبنان». وأوضح أن «الأكثرية تعبر عن رأيها في التشريع داخل المجلس النيابي، أما الحكومة فليست بالضرورة انعكاساً لرأي الأكثرية»، مشيراً إلى أن «الديموقراطية في لبنان توافقية نظراً للتركيبة اللبنانية الخاصة وللصيغة الفريدة التي جمعت كل الطوائف في توافق لا مثيل له. ومن الخطأ إلغاء هذه الميزة».
وأكد أنه «يجب ألا يكون مبدأ الثلث المعطل الذي أدرج في الدستور لتعطيل أعمال الحكومة، فهناك قرارات يجب أن تؤخذ في مجلس الوزراء بالأكثرية المطلقة وأخرى بأكثرية الثلثين، لئلا يستأثر طرف واحد بالقرارات الأساسية بمعزل عن رأي الطرف الآخر».
وكان ميقاتي قد استقبل السفير الروسي سيرغي بوكين الذي قال بعد اللقاء: «إن الوضع في لبنان يقلقنا كثيراً، لأنه متوتر وغير مستقر، لكننا نعتقد أنه، نظراً الى خصوصية لبنان وحكمة الطبقة السياسية فيه والقدرة اللبنانية على إيجاد حلول وسطية، فإن هذه العوامل كفيلة بأن نأمل بإمكان التوصل إلى تسوية المشكلات المطروحة» مشيراً إلى أن «أهم شيء الآن استئناف الحوار الوطني في لبنان مهما كانت طبيعة هذا الحوار وشكله، وإيجاد وفاق وطني حول أخطر المشاكل والقضايا في لبنان». وشدد على أن «الحوار وحده كفيل بالحؤول دون حصول أي خطوات تصعيدية».
واستقبل ميقاتي وفداً من بيت الزكاة في طرابلس ولبنان.
(وطنية)