وقّع عدد من المثقّفين والناشطين والمهنيّين السعوديّين على بيان يحذّر من الفتنة والحروب الأهلية داخل المجتمعات العربية. وممّا جاء في البيان:
«تشهد منطقتنا العربية أوضاعاً مقلقة ومخاطر متعاظمة تنذر بها الفوضى الفتاكة التي تدفع بها قوى الهيمنة معتمدة في ذلك على إيقاظ الفتن وإشعال نيران الحروب الأهلية بهدف تفتيت المجتمعات العربية وتفكيك نسيجها الاجتماعي وتحويلها الى كيانات هشة يُعاد تشكيلها على أسس طائفية ومذهبية وعرقية ترتبط وظيفياً بالمشروع الصهيوني ــ الأميركي الذي يعد مشروع الشرق الأوسط الجديد أحدث تجلياته.
إن حالة الاستقطاب والاصطفاف الطائفي والشحن التي تشهدها بعض الساحات العربية ما هي إلا تمهيد لتحويل المنطقة الى ميدان صراع مفتوح تسعى الى تسعيره قوى الهيمنة وأدواتها بوتيرة تتصاعد كلما تعثّرت مشاريعها التدميرية بفعل ما تُجابه به من مقاومة باسلة، وذلك بهدف إشغال المجتمعات العربية بالصراعات الداخلية والنزاعات الإقليمية وتحويل أنظارها عن الخطر الأساسي المتمثل بالاحتلال وتداعياته، وما يحدث في الساحات العراقية واللبنانية والفلسطينية وغيرها ليس إلا تجسيداً لتلك الممارسات والنيات الشريرة...
ومن هذا المنطلق فإننا نناشد القيادات والنخب السياسية والفعاليات الدينية والثقافية والاجتماعية تحمّل مسؤولياتها والوقوف في وجه هذه المخططات والتصدي لها وفضحها والتحذير من الوقوع في شركها وتغليب المصالح الوطنية على ما عداها، ذلك ان الانزلاق الى هاوية التعامل مع ما يجري من أحداث بمفاهيم فئوية لا يخدم إلا مصلحة أعداء الأمة وعلى رأسهم الكيان الصهيوني.
إننا نؤكد انه لا سبيل الى تحصين مجتمعاتنا في وجه محاولات الاختراق والتفتيت والتأجيج المفتعل للنعرات الطائفية والإقليمية والعشائرية، إلا في تسريع مسيرة الإصلاح الشامل بكل أطره السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وإقامة المؤسسات المدنية الحديثة المبنية على قواعد المشاركة والحرية والتعددية والمساواة في الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين حتى يمكن إعلاء قيمة المواطنة على كل القيم الفئوية الضيقة وتغليب لغة العقل والوسطية والتسامح على لغة الغرائز والعصبيات والتطرف.
حفظ الله مجتمعاتنا وأوطاننا من كل سوء».