صور – آمال خليل
رحيل وزينب وفاطمة وهناء وزينب وسارة. ست نساء جنوبيات تراوح أعمارهن بين التاسعة عشرة والخامسة والثلاثين، يمثلن مشهداً آخر لدور يحق للمرأة لعبه. اخترن العمل ضمن هيئة الغوث السويدية العاملة في الجنوب كباحثات عن القنابل العنقودية. من بين الشركات الثماني التي تعمل على نزع الألغام والقنابل العنقودية في الجنوب، وظّفت الهيئة السويدية فتيات ضمن فرقها. غوران مانسون مدير برامج الهيئة في جنوب لبنان طرح الفكرة انطلاقاً من مبادئ الأمم المتحدة القائمة على ممارسة عدم التمييز بين الرجل والمرأة في فرص العمل. يعلن مانسون عن حاجة الهيئة إلى تدريب فتيات للمشاركة في تنظيف القرى الجنوبية الملوثة من القنابل العنقودية. ومن جهتهن، تجاوبت 50 جنوبية مع الطلب، خضعن لدورة تدريب لأربعة وعشرين يوماً، اختيرت منهن على أثرها ست فتيات.
ما شجّع زينب مهنا (24 عاماً) من بلدة جبال البطم، على خوض التجربة الفريدة في لبنان قريبتها ابتسام الغائبة في إيطاليا في رحلة علاج طويلة بعدما أفقدها صاروخ اسرائيلي ساقيها خلال العدوان الأخير الذي أفقد زينب بيتها أيضاً. تحاول زينب التوفيق بين دراستها الجامعية وبين عملها الذي يستنفد معظم نهارها. سارة قصير (19 عاماً) من دير قانون النهر. إضافة تقول: «كل دقيقة عمل يقضونها تنقذ حياة ضحية محتملة»، بحسب هناء قرياني (24 عاماً) من بلدة برج رحال. أما رحيل كوراني (35 عاماً) من بلدة كفرا، فتشير إلى أن «أولياء أمورهن عارضوا في بادئ الأمر، لكنهم الآن ارتضوا بواقع الحال».
فتيات قرويات يخرجن بعيداً، «يمارسن الشجاعة ويكسرن الخوف يومياً في البساتين والحقول الملغومة وفي حياتهن الخاصة أيضاً»، كما تقول زينب عطوي (24 عاماً) من بنت جبيل. فهل الفتيات الست باحثات عن قنابل عنقودية أم عن الحرية.