strong>تقدم اللواء الركن السجين جميل السيد بمذكرة الى المحقق العدلي القاضي الياس عيد والمدّعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا على أثر جريمة عين علق الأخيرة
جاء في مذكرة اللواء السيد السجين:
«أوّلاً على أثر استشهاد الوزير بيار الجميل، تقدمت منكم بمذكرة وقلت فيها حينذاك ان «الاستاذ عيد ممسك بالتأكيد «بالشخص الخطأ»، اذ لو كان قد امسك بالمشتبه الحقيقي، لما استمرت جرائم اغتيال العباد والبلاد، واضعة الوطن على حافة الفتنة والحرب الاهلية...
ثانياً: مجدداً، قبل يوم من ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ضربت يد الإجرام والإرهاب مواطنين عاديين في اوتوبيسين على طريق بكفيا ــــــ بتغرين، وتدخلت العناية الالهية لحصر عدد الشهداء بثلاثة. لكن في حسابات الامن والتحقيق، فإن التفجيرات اوقعت ثلاثين قتيلاً محتملاً، هم تقريباً مجموع الركاب، الذين لم يكن بينهم بالطبع اي مسؤول في السياسة او الامن او القضاء، او اي ابن مسؤول، باعتبارهم ليسوا بحاجة إلى ركوب وسائل النقل العام...
ثالثاً: لكن، سعادة القاضييين ميرزا وعيد، حتى ان لم يكن أحد أقربائكما او اولادكما، او اقارب مسؤولين آخرين او قربائي، من ركاب تلك الاوتوبيسات، حتى ان لم يكن محتملاً ان يكونوا من عداد ركابها مستقبلاً، فان ما ادعوكما للنظر اليه، هو ان عائلتكما او اولادكما، او زوجات واولاد واهل مسؤولين آخرين، اوعائلتي ايضاً او عائلات اخرى، قد كان من الممكن ان يكونوا مارين مصادفة بسياراتهم، على مقربة من تلك الاوتوبيسيات وفي لحظة الانفجار نفسها.. وقد يكون الانفجار اكبر او اقل وعندها أسألكما: ماذا سيكون موقفكما في تلك اللحظة، فيما انتم تعلمون علم اليقين انكم تتركون المجرم الحقيقي حراً طليقاً؟
رابعاً: ان هذه الجرائم تتكرر. وفي كل مرة يصبح فيها المجرمون اكثر جرأة، بحيث انتقلوا من الاغتيال الجبان بالسيارات المفخخة، الى القتل العلني في وضح النهار، كما حصل مع الشهيد بيار الجميل، الى القتل الجماعي بالاتوبيسات، وهذا النوع الاخير لم نشهده حتى في عز الحرب الاهلية اللبنانية.
ان المهلة التي تنقضي بين جريمة واخرى، لا تعود ابداً الى خوف المجرمين من تحقيقاتكم، ولا تعود الى حذرهم من التدابير التي تتخذونها انتم ومؤسسات اخرى في البلد ولا تعود الى اكتشافكم بعض خلايا المجرمين وخوفهم من وصول يد العدالة اليهم بل تعود فقط الى «كرم اخلاق» المجرمين. فهؤلاء ينفذون مخططاً مبرمجاً على طريقتهم وراحتهم، لانهم حصلوا منكم على صك براءة معنوي مسبقاً، وهم متيقنون من ضلال تحقيقكم عنهم بمجرد انكم تمسكون «بالشخص الخطأ»، وتصرون على الاستمرار باعتقالي.
هذا على الرغم من موقف لجنة التحقيق الدولية المعارض لاستمرار الاعتقال التعسفي المستند الى الاعتبارات السياسية التي شرحتموها للقاضي برامرتس الذي نصحكم، عدة مرات، باتخاذ قراركم وفقاً لمعطيات التحقيق دون سواها فيما خص البت بمسألة اعتقالي».