اعلن رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع، أنه يوافق على تزامن الاتفاق على المحكمة الدولية وحكومة الوحدة الوطنية. وقال في حديث الى «وكالة الصحافة الفرنسية»: «نفضّل أن يقرّ قانون المحكمة قبل الاتفاق على الحكومة ما دامت هيئة الحوار التي ضمت كل الافرقاء وافقت بالإجماع على انشائها. الا اننا نوافق على صيغة حل يتضمن قانون المحكمة وحكومة الوحدة، شرط ان يتم ذلك بالتزامن الدقيق». وشدد على ان الطرح الذي قدمته الاكثرية (19 +10 + 1)، «محقّ جدّاً لأنه يمنع سلطة التقرير من اي طرف بمفرده، وغير ذلك يعني وضع الحبل حول رقبتنا».وأكد رفضه ورفض قوى 14 آذار اي مقايضة بين المحكمة وإعطاء المعارضة «الثلث المعطل»، وقال: «هذا غير وارد على الاطلاق وأي كلام عنه ليس سوى لذرّ الرماد في العيون».وهاجم سوريا وإيران على خلفية اعلان دمشق وطهران رسمياً أنهما مع «اي اتفاق يجمع عليه اللبنانيون» وقال: «انهما تقولان ذلك لأنهما تعرفان أن هناك افرقاء في لبنان تستطيعان التحكم بمواقفهم، وهما متأكدتان من قدرتهما على العرقلة».
وهاجم جعجع الموقف السوري حيال المحكمة الدولية، متهماً دمشق «بالضغط على حلفائها في لبنان لمنع اقرار المحكمة». وقال: «ان ما تطلبه سوريا من اطراف الثامن من آذار بقوة وإلحاح، هو عرقلة المحكمة بأي ثمن، او افراغها الكامل من مضمونها». وأعرب عن أسفه لـ«تجاوب المعارضة مع الضغوط الخارجية »، وتساءل «هل سيبقى قادة المعارضة على موقفهم هذا بعد ما حصل؟ إذا كان الخيار بين المصلحة اللبنانية وتحالفاتهم الاقليمية فيفترض أن تكون الاولوية للمصلحة اللبنانية». وحذّر من تكرار الحوادث التي وقعت في 23 كانون الثاني الفائت إذا دعت المعارضة الى عصيان مدني، ورأى أن «العصيان المدني، إذا دعت المعارضة إليه لن يؤدي الى شيء»، مضيفاً: «لا مشكلة لدينا مع تحرك المعارضة شرط ألا يتم تخطي القوانين عبر قطع الطرق».
وإذا لم يدع رئيس المجلس النيابي نبيه بري المجلس الى الانعقاد لبحث مشروع المحكمة الدولية عند بدء الدورة العادية للمجلس منتصف آذار المقبل، قال جعجع: «هذا سيكون انقلاباً على النظام البرلماني الديموقراطي وسعياً عن سابق تصور وتصميم الى ضرب المؤسسات الدستورية».
وعن موقف الافرقاء الخارجيين من الأزمة في لبنان، لفت الى الدعم العربي والدولي للحكومة وقال: «بالنسبة الى الموقف من لبنان، هناك المجتمع الدولي والدول العربية من جهة، وسوريا وإيران من جهة اخرى».
وأكد أن المساعي السعودية ــــــ الايرانية «أنتجت مجموعة افكار تتعلق بالأزمة الحالية، وينكبّ جميع الافرقاء حالياً على درسها أملاً في ان تتحول لاحقاً إلى مبادرة كاملة».
ولاحظ أنها «افكار جديرة بالاهتمام تحتاج الى درس تفاصيلها، ولا شيء نهائياً بعد».