بسام القنطار
جال سفير الاتحاد الأوروبي باتريك لوران يرافقه ممثلون عن مجلس الإنماء والإعمار والمجالس البلدية في عدة قرى جنوبية لتفقد المشاريع التي تمولهاالمفوضية الأوروبية ضمن «برنامج دعم الإنعاش الاقتصادي وإعادة الإعمار» الذي أقرّ خلال مؤتمر ستوكهولم

في مطعم التحرير عند مثلث عيترون ـ بنت جبيل ـ مارون الراس جلس سفير بعثة المفوضيّة الأوروبيّة في لبنان باتريك لوران لتناول طعام الغذاء مع عدد من أعضاء المجالس البلدية في قرى قضاء بنت جبيل. إلى جانبه جلس سليم مراد رئيس بلدية عيترون يشرح له المشاريع التي تنوي البلدية القيام بها من اجل إطلاق عجلة النهوض الإنمائي بعد عدوان تموز ولا سيما معمل فرز النفايات الذي موله الاتحاد الأوروبي العام الماضي ضمن هبة مقدارها 300,000 يورو شملت مشاريع عدة، ولم ترحمه رصاصات الموقع الإسرائيلي الذي يبتعد عنه عشرات الأمتار عند الحدود مع فلسطين المحتلة وقذائفه. لكن مراد الذي جرح خلال العدوان، لم ينس أن يخبر السفير قصص الصمود والمواجهة في تلك البقعة التي شهدت أقوى وأعنف عمليات مواجهة بين مقاتلي حزب الله وكتيبتين من نخبة الجيش الإسرائيلي.
الجولة التي بدأها لوران في عيترون وشملت حبوش ودير الزهراني، لم يكن السفير الأميركي جفري فيلتمان ليحلم أن يحظى بمثلها، رغم أن بلاده قدمت خلال مؤتمري ستوكهولم وباريس 3 نحو مليار دولار.
في ستوكهولم، أعلنت المفوضية الأوروبية عن وضع آلية بقيمة 42 مليون يورو لتلبية حاجات إعادة الاعمار. وقد قامت بعثتان لتقويم الحاجات وتحديدها، بوضع «برنامج دعم الإنعاش الاقتصادي وإعادة الإعمار»، ويشتمل البرنامج الذي تبلغ قيمته 18 مليون يورو على شقين: شق إعادة البناء (12 مليون يورو) الذي يلحظ إنشاء عدد من البنى التحتية الأساسية مثل شبكات المياه والمباني العامة والمؤسسات الزراعية. وشق الانعاش الاقتصادي (6 ملايين يورو) ويستند إلى النتائج التي جرى التوصل إليها في إطار البرنامج القائم وهو «صندوق التنمية الاقتصادية والاجتماعية» الذي يموله الاتحاد الأوروبي. وبحسب المدير التنفيذي للصندوق هيثم عمر «فإن هذا البرنامج الذي انطلق في 2004 قد سمح بالفعل بتحقيق التنمية وإنشاء أكثر من 1,650 مؤسسة في قطاع الخدمات (36%)، والتجارة (31%) والصناعة (22%) والزراعة (11%)، وأيضاً إلى استحداث أكثر من 1,387 فرصة عمل».
السفير لوران أعلن خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد في مقر المجلس البلدي في عيترون وحضره قائمقام بنت جبيل إبراهيم درويش والمدير العام لمؤسسة جهاد البناء (المحظورة أميركياً) قاسم عليق، أن برنامج دعم الإنعاش الاقتصادي وإعادة الإعمار «يأخذ في الحساب النتائج المحققة في إطار البرامج القائمة، وهو يستكمل أيضاً ما نفّذ من أعمال في القطاع الاجتماعي عبر مكتب المساعدة الإنسانية التابع للمفوضية الأوروبية (إيكو)». وأبدى لوران ارتياحه للتطور الذي تشهده القرى الجنوبية على مستوى إعادة الإعمار واستعاد عجلة النهوض الاقتصادي والاجتماعي.
بدوره، ممثل مجلس الإنماء والاعمار إبراهيم شحرور أشار إلى أن «المشروع يلحظ مساعدة سبع بلديات أو تجمعات بلديات (عيترون، تجمع صور ورشيف وصربين، تجمع بلديات تولين وعدشيت القصير، عدشيت، تجمع بلديات الماري وحلتا والمديدية، عيناتا، تجمع بلديات البستان والزلوطية والجبين ومروحين وأم التوت والضهيره) تم اختيارها، في إطار صندوق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، لتنفيذ خطط التنمية المحلية».
مسؤول قسم الزراعة والبيئة في مجلس الإنماء والإعمار اسماعيل مكي، تولى خلال المؤتمر شرح خطة بناء شبكات الصرف الصحي ومحطات التكرير إضافة إلى شبكات مياه الري. ونظراً لتهدم البنى التحتية في هذه البلدات جزئياً (مبان وأدوات ومنشآت) خلال العدوان، سيسمح شق الإنعاش الاقتصادي بإعادة تأهيل هذه البنى.
جولة السفير لوران شملت أيضاً زيارتين ميدانيتين، الأولى لمزرعة أبقار في حبوش للمزارع عباس نعمة، وكان نعمة قد استفاد من قرض بقيمة 20,000 يورو لشراء 20 بقرة وإنشاء حظيرة، وهذا الاستثمار سمح له بإنتاج نحو 240 كلغ من الحليب يومياً مخصصة للبيع ولصناعة الألبان والأجبان، لكن عدوان تموز أدى إلى نفق نصف القطيع، نتيجة نقص في التغذية، والمرض الذي أصاب قسماً من البقر، مما جعل الاستثمار مستحيلاً بدءاً من شهر تشرين الأول 2006. نعمة أشار لـ «الأخبار» إلى أنه اضطر لبيع باقي الأبقار ليستفاد من لحمها واشترى بثمنها خمس بقرات مدرّة للحليب. نعمة، الذي رافق لوران بجولة في حقله الذي يستخدَم للرعي، يأمل في أن يستفيد من قرض آخر في إطار التمويل الجديد. أما الزيارة الثانية فكانت في دير الزهراني حيث استفاد فايز فريجي، صاحب مؤسسة الإشراق لصناعة الأثاث واستطاع من خلال قرض الاتحاد الأوروبي شراء آلة لكبس الخشب، وهي أداة أساسية لتحسين إنتاجه.