اللوحات والاغتيالات
  • الرائد محمد إبراهيم العبد الله

    يلفت نظر المواطن هذه الأيام، كثرة اللوحات الإعلانية على الطرق لفريقي 8 و14 آذار، للمعارضة والموالاة، للأقلية والأكثرية، ولو أمعنا النظر قراءةً وتحليلاً، لوجدنا أن كل شرائح الشعب اللبناني، والشعوب المحبة للسلام تريد ان تعيش بكرامة وشرف، تريد الحرية والديموقراطية والسيادة، تريد حكومة توافقية قوية تقف في وجه الفتن والمحاور، تريد ان تعيش مع أجيالها وأطفالها ألوان الحياة وفرحها.
    لكن المستغرب ان ينقسم اللبنانيون على نقطة محورية وهي تحديد العدو من الصديق، وان يختلط الأمر على فئة منهم، بحيث نجد التباين في التصاريح التي تتركز على اتجاهين: الأول يعتبر ان اسرائيل وراء كل الجرائم في لبنان، والثاني يبرّئ اسرائيل ويعتبر ان سوريا وراء هذه الجرائم. وقد عمد فريق الأكثرية في تصاريحه المسموعة والمقروءة الى اتهام سوريا بأنها وراء الاغتيالات التي حصلت لزعماء لبنانيين، وطالب بمحكمة دولية لتقتصّ من القتلة المجرمين. طبعاً هذا رأيهم السياسي وليس الآن مجال مناقشتهم فيه، لكن اللافت للنظر مفارقة خطيرة لها دلالاتها، وتطال رأيهم السياسي هذا، وتخلص الى إلصاق التهمة بهم.
    فإحدى هذه اللوحات الاعلانية جمعت شهداءهم وتصدّرتها صورة الرئيس الحريري محاطاً بالرئيسين الجميل ومعوض، وفي الأسفل صور سمير قصير، جورج حاوي، بيار الجميل، جبران تويني، داني شمعون وباسل فليحان.
    هم يقولون ان هؤلاء هم شهداؤهم دون سواهم، وقد اتهموا النظام السوري باغتيالهم (بعدما نصّبوا أنفسهم قضاة ومحكمة) ولم يأتوا على ذكر بقية الشهداء أمثال الرئيس رشيد كرامي، المفتي حسن خالد، النائب ناظم القادري، الشيخ صبحي الصالح، الأستاذ كمال جنبلاط... (وهنا أستغرب ان معالي الوزير والنائب وليد جنبلاط لم يضم صورة والده الى هذه اللوحة الإعلانية). فمن منطلق رأيهم السياسي، هذا يعني ان سوريا لم تغتل هؤلاء الشهداء وإلا لكانوا وضعوا صورهم على اللوحة المذكورة لأن هذه اللوحة تضم الشهداء الذين اتهمت سوريا باغتيالهم، واستطراداً هذا يعني ان اسرائيل وراء اغتيالهم، وبما أنهم لا يطالبون بمحكمة دولية لتحاكم قتلتهم، فإنهم لا يريدون ان يذهب حكام اسرائيل الى هذه المحكمة (اسرائيل إحدى الدول العشر التي رفضت التعاون مع لجنة التحقيق الدولية). إن اعتبار اسرائيل وراء اغتيال الباقين يؤدي الى الشك في أنها وراء اغتيال الأولين، فسياستها الصهيونية العنصرية في فلسطين والعراق وأفغانستان وإفريقيا وتهديدها بضرب المفاعل النووي الايراني، كما ضربت مثيله المفاعل النووي العراقي، تجعل منها دولة عدوانية تعمل على تفتيت العالم العربي هي وحليفتها أميركا تمهيداً للسيطرة على مقدراته وثرواته، بينما لا مصلحة لسوريا قريبة المدى ولا بعيدة المدى في لبنان ضعيف مفتّت متداعٍ لأن أمن سوريا من أمن لبنان شاء البعض أم أبوا.
    أيتها الأكثرية... عودوا الى رشدكم «الى لبنانكم».
    فهو الأبقى... لكم ولأجيالكم.


    عشاء الآخر

  • زهرة بساط

    أريد أن أطرح عليكم حلّاً لموضوع يشعر به كلّ واحد منا. العيش مع الآخر أصبح غير محتمل على الإطلاق، إذ أصبح الآخر يخرّب البلد، ويزرع الرعب في قلوب الناس والأطفال خاصةً، ويثير البلبلة والذعر. الآخر أصبح مشكلة وحملاً كبيراً على المجتمع اللبناني. فماذا إذا تخلّصنا من الآخر؟ الحياة ستكون أريح وأجمل، سيتقاسم الكل حضارة واحدة تربط بين جميع اللبنانيين. الكل سيكون متفقاً على قوانين وشروط موحدة. فالعذاب والقهر سيزول إلى الأبد وسنرحب بالحياة وحب الحياة من جديد. ها هو الحلّ: أكل الآخر، فهذا بسيط جداً. ولكن هناك مشكلة صغيرة، أكل البشر وهم في سنٍ كبيرة سيشكل صعوبة، لذا الأحسن أكلهم وهم صغار. الخطة للتخلص منهم ستطول أكثر، ولكن هي دقيقة وناجحة مئة في المئة. من المستحسن أن تبدأوا الآن، من هنا إلى عشر سنين ستنحل مشكلتكم مع الآخر. أشعلوا الفرن، وأحضروا الملح والتوابل والصحون واجمعوا العائلة. فالطفل الصغير يطعم 6 أشخاص ولحمه شبيه بلحم العجل.
    فأسرعوا ولا تضيّعوا وقتكم!
    من هو الآخر؟ الكل هو الآخر.