حذر مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني من نتائج الدعوة إلى العصيان المدني لأنها «دعوة إلى الفوضى العامة في البلاد والثورة على الدستور والنظام والقانون وهدم الدولة». وقال في تصريح أمس «ان الدعوة إلى العصيان المدني التي يلوّح بها البعض بين حين وآخر هي وقوع في فخ ما يسمى الفوضى البنَّاءة». أضاف: «تكفي نظرة واحدة إلى ما حلَّ بالوسط التجاري جرَّاء الاعتصام المفتوح وقطع الطرق وإقفال كثير من المؤسسات التجارية وتسريح موظفيها وعمالها وتدمير الاقتصاد الوطني ليكون ذلك إنذاراً لنا بأن العصيان الذي يلوّح به البعض سيأتي على البقية الباقية من آمال اللبنانيين ويكون سبباً في خراب لبنان». ودعا «القوى التي تلوّح بالعصيان إلى الوعي قليلاً وألا تذهب بعيداً في زيادة معاناة الشعب اللبناني، وأن تعود إلى ممارسة العمل الديموقراطي من خلال المؤسسات الدستورية، لا أن تعمل على تعطيلها بذرائع مختلفة، حرصاً على البلاد ورحمةً بالعباد وتصحيحاً لصورة لبنان أمام العالم، وإذا كنا نرى جميعاً محاولات اصطناع تفجير الفتنة بين اللبنانيين بوضع عبوات من المتفجرات في أماكن ومناطق عدة، فإن العصيان سيجعل من لبنان أرضاً خصبة للأيدي العابثة لزرع الفتنة».وفي السيق ذاته، حذّر مفتو المناطق من خطورة الدعوة للعصيان. وتساءل مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس عما إذا كانت الدعوة «دينية وفتوى شرعية، أم هي مجرد فكرة سياسية»، محذّراً من «الخطر الذي تلحقه هذه الفتوى في عقول من توجّه إليهم، من هدم لمفهوم الدولة وتجرؤ على السلطة وتسخيف للقوانين».
ورأى مفتي صور ومنطقتها الشيخ محمد دالي بلطه أن «ما كان مستوراً في السابق، لجهة رفض المحكمة الدولية، بات اليوم أكثر وضوحاً، لجهة الشروط المطلوبة للقبول بمبدأ المحكمة، ما ينذر بدفع الأمور الى طرح إقرار المحكمة تحت البند السابع»، معتبراً أن الحديث عن الحل الداخلي «لم يعد مقبولاً، لأن الحل خارجي بامتياز».
واعتبر مفتي عكار الشيخ أسامة الرفاعي أن الدعوة الى العصيان المدني «تدخل في الطبيعة الشريرة الأمّارة بالسوء للنفس المريضة»، لأن «تعطيل مصالح الناس بالقوة والقهر لا يمكن أن يصلح حالاً ولا أن يبني وطناً ولا يجرّ على البلاد إلا الخراب والدمار والمزيد من التعطيل».
(الأخبار، وطنية)