صيدا ـــ خالد الغربي
في السادس والعشرين من شباط عام 1975، وفي حمأة الصراع السياسي والاجتماعي في لبنان، اغتيل معروف سعد بينما كان يقود تظاهرة صيادي الأسماك في المدينة احتجاجاً على قرار قضى باحتكار الصيد، من قبل شركة «بروتيين»، التي كان يمتلك معظم أسهمها رجال السلطة آنذاك، بينهم الرئيس كميل شمعون، حيث شكلت هذه الحادثة الشرارة الأولى للحرب الأهلية اللبنانية التي سرعان ما تفجّرت بعد حادثة «بوسطة» عين الرمانة.
ويؤكد عديدون ممن عايشوا تلك الفترة أن أقطاب الحركة الوطنية في حينه كانوا يستشعرون خطراً ما تعدّه السلطة لضرب الفريق الوطني؛ وقد أوفدوا القيادي الشيوعي محيي الدين حشيشو (الذي خطف عام 1982 على أيدي القوات اللبنانية، ومصيره ما زال مجهولاً) وآخرين لثني «معروف» عن المشاركة في التظاهرة لأن «شيئاً ما يحضّر ضدّنا، وحجّتك معك، وأنت مريض منذ ثلاثة أيام، ودرجة حرارتك أربعين؛ وكل العالم تعرف ذلك» قالها حشيشو، لكن معروف أجابه «شو بدك بآخر هالعمر أخذل المعترين».
ويرى الحاج مصطفى غبورة «أبو محمد» الذي تزيّن صدر منزله صورته، وهو شاب، بينما يقوم معروف سعد بتعليمه على السلاح في ثورة 1958، إن معروف سعد «يبقى زعامة شعبية ووطنية نادرة لا يمكن أن يجود الزمان بمثلها. هو الشعبي بامتياز، والمقاوم المقاتل في كل ساحات العرب ولا سيما فلسطين، والوطني اللاطائفي، وهو الهمشري «أبو الفقراء» الذي كنا لا نتوانى عن الدخول الى غرفته الزوجية لحل مشكلة لمواطن؛ قوم يا معروف»؛ يقول غبورة مترحماً «على زمن كان للمقاومة والعروبة والصراع مع إسرائيل قيمة ومعنى، بينما اليوم يتم التآمر على المقاومة ويرتمي البعض في أحضان أميركا».
وجرياً على عادته، في كل عام، يحيي التنظيم الشعبي الناصري والتيار الوطني في المدينة الذكرى، وتقام في المناسبة سلسلة نشاطات، أبرزها مسيرة «الوفاء» الشعبية والكشفية يوم الأحد المقبل، التي ستجوب شوارع المدينة وتنتهي بكلمة للنائب أسامة سعد في مقهى الشاكرية، التي اعتاد والده إلقاء خطابات فيها في المناسبات الوطنية. وقد باشرت اللجان المعنية اتصالاتها بالمناصرين، كما يشمل برنامج النشاطات الذي وضع ليتناسب مع المرحلة السياسية التي يمر بها لبنان ندوات ولقاءات ومعارض ومهرجاناً يقام في صيدا القديمة.
وللمناسبة، رفعت في ساحات المدينة وشوارعها لافتات «حمراء» مذيّلة باسم التنظيم الشعبي والتيار الوطني والأحزاب تحمل مضامين سياسية واجتماعية ووطنية داعمة للمقاومة مع لافتات أخرى تسأل عن مصير التحقيق في جريمة اغتيال معروف سعد.
وكان إشكال قد وقع، الليل ما قبل الماضي، بين مناصرين لتيار المستقبل وآخرين من التنظيم الشعبي الناصري في حي البراد ـــ الوسطاني على خلفية رفع صور، وقد سارعت القوى الأمنية إلى تطويقه ومنع امتداده الى أحياء أخرى.