فوّاز طرابلسي
قلتَ لزهير: أترك الجريدة وآتي. وجئت إلى العشاء عشية سفري. كنت تعباً وكنا على جفاء منذ شهور على ما يحصل لنا بين وقت وآخر.
والآن أبكي وأقول لنفسي كم أنا سعيد ﻷننا التقينا قبل أن أغادر.
ولكن ما هكذا يكون الوداع يا جوزف!
كل الخلافات السياسية في الدنيا لا تساوي همهمة واحدة من همهماتك، عندما يمنعك خجلك ــــــ أو أدبك ــــــ من الإفصاح.
كلّ سياسيي الدنيا لا يساوون إشراقة واحدة من إشراقات الذكاء في ابتسامتك، عندما تقدح في ذهنك فكرة أو حجة.
أعرف أمراً واحداً: كنت تتمزق بين رغبتك في “تغيير” نذرنا له العمر كله... وخوفك من تكرار الاقتتال اﻷهلي.
قتلك حبك لهذا الوطن المُر.