جورج قرم
إن غياب جوزف سماحة في هذا الظرف بالذات لهو خسارة كبيرة للوطن. كان شعلة تضيء الطريق في الزواريب المعقّدة والمظلمة التي يبنيها الإعلام الدولي والإعلام العربي واللبناني التابعان له، لكي لا يرى المرء أين مصلحة الوطن الحقيقية.
قلم جوزف كان مدوّياً بهدوئه وقدرته على التحليل وفك الألغاز والأكاذيب الإعلامية، ووضع الأمور في إطارها الصحيح وإعطاء القارئ تحليلاً موضوعياً ومنطقياً ووطنياً في آن واحد.
قلم هادئ، قلم رصين، قلم يصيب دائماً القضايا المهمّة والملحّة ويحلّلها من كل الجوانب. قلم قلّ مثيله في الصحافة اللبنانية والعربية باستقلاله الفكري والسياسي وابتعاده عن الانجرار إلى أي نوع من أنواع التحيّز. لا يعتمد القيل والقال ووشوشات السفراء أو المقرّبين من السفراء، بل ما يكتبه هو نتاج تحليل متأنٍّ لمعطيات عديدة ومعقّدة، يفرزها عقله الصافي لإعطاء القارئ زبدة الحدث وجوهر القضية والموقف الرشيد والعادل في آن معاً.
غياب جوزف سيترك ثغرة كبيرة في صحافتنا العربية واللبنانية لن يكون سهلاً سدّها. وإذ نقدّم أصدق التعازي لعائلة «الأخبار» وللصديق إبراهيم الأمين، فلا شك عندنا في أن هذه الجريدة ستكمل مسيرتها ورسالتها في خدمة القضايا الوطنية الكبرى.
سنشتاق لك يا جوزف!