أكد رئيس الجمهورية العماد اميل لحود إثر استقباله وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء السعودي عبد الله الزينل وتسلمه دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى حضور القمة العربية، المقرر عقدها في الرياض في 28 و 29 الشهر المقبل، انه سيرأس وفد لبنان الى القمة التي اشار العاهل السعودي في رسالة الدعوة إلى ان الهدف منها «تدعيم العمل العربي المشترك وتدارس انجح الوسائل لمعالجة ما ألمّ بأمتنا العربية»، فيما اعلن وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ «ان الوفد اللبناني الى القمة سيكون برئاسة رئيس الدولة كما كل الوفود من جميع الدول العربية الاعضاء في الجامعة العربية». وقال الملك عبد الله في رسالته، «إن حضور الرئيس لحود القمة وإسهامه فيها لهما بالغ الأثر في إنجاح هذه القمة التي يأتي انعقادها في ظل ظروف وتحديات خطيرة تواجهها أمتنا العربية تحتم علينا بذل المزيد من الجهد للوصول إلى كل ما فيه خير أمتنا ووحدتها ونهضتها ودرء الأخطار عنها». وقد حمّل الرئيس لحود الموفد الملكي الوزير الزينل في حضور السفير السعودي عبد العزيز خوجة تحياته إلى العاهل السعودي، منوّهاً خصوصاً «بالدور المميز الذي قام به في تحقيق اللقاء بين الفلسطينيين في مكة»، متمنياً «ألا تؤدي التدخلات الخارجية إلى عرقلة هذا الإنجاز المهم». كذلك، أشاد الرئيس لحود بـ«العاطفة الصادقة التي يكنّها الملك عبد الله للبنان واللبنانيين»، مقدّراً المساعي «التي تبذلها المملكة من اجل المساهمة في حل الأزمة الداخلية الراهنة في لبنان»، وأكد للوزير الزينل أنه يتطلع إلى لقاء الملك عبد الله للتعبير له عن امتنان اللبنانيين لما يقوم به من أجل وطنهم.
من جهته، تحدث الوزير السعودي إلى الصحافيين فسئل: سلمت دعوة إلى رئيس الجمهورية ولكن كما تعلمون هناك خلافات داخلية بين الأفرقاء اللبنانيين، وحديث عن مبادرة سعودية لحل الأزمة السياسية قبل القمة العربية. فهل هناك من شيء في هذا الإطار؟
أجاب: «كلنا في المملكة العربية السعودية وفي الدول العربية الاخرى نتطلع إلى حل كل الخلافات القائمة قبل المجيء إلى القمة. ولبنان يعز على الجميع. وخادم الحرمين الشريفين همّه جمع شمل العرب. ورأينا ماذا حصل في مكة. وكانت فرصة لخادم الحرمين الشريفين لخدمة هذه الأمة عن طريق اتفاقية مكة. وإن شاء الله نحن ننتظر أن يصار إلى حل كل الخلافات. ونتمنى أن يتكلل مؤتمر الرياض بالنجاح. وكما نعرف فإن الكثيرين من رؤساء الدول سيساهمون بكل قوة في إنجاح هذ المؤتمر». وعمّا آلت اليه المساعي الإيرانية ــــــ السعودية في حل الأزمة اللبنانية من جهة، وفي إعادة تحسين العلاقات السعودية ــــــ السورية من جهة أخرى قال: «أي شيء يدلنا على طريق الوفاق نحن دائماً نسير به».
وسئل: هل من دعوة ستوجه إلى الرئيس السنيورة لحضور القمة؟
أجاب: «هذا يعود إلى إخواننا اللبنانيين، فهم يفعلون ما يريدونه، ونحن نسير برغبة لبنان، لبنان دولة موحدة». وعن تعليقه على مقال الصحافي الأميركي سيمور هيرش الذي يتهم فيه المملكة العربية السعودية بالتعاون مع الولايات المتحدة في دعم جهات سنية في لبنان سماها بالمتطرفة لمواجهة الشيعة قال الزينل: «كلنا نعلم أن سيمور هيرش يتكهن أشياء، ولا يدري أحدنا إذا كانت هذه التكهنات في محلها أم هي رغبة منه في أن تحصل. ونحن في المملكة العربية السعودية نسير في طريق الوفاق والمحبة بين كل العرب».
وكان الوزير الزينل قد وصل الى مطار بيروت بعد ظهر امس حيث كان في استقباله وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ ممثلاً لحود.