strong>طهران - محمد شمص
متكي: المساعي متواصلة والحل يجب أن يكون لبنانياً

أشار الرئيس سليم الحص الى أن المبادرة السعودية ـ الإيرانية «لم تنضج بعد»، مؤكداً ضرورة الحرص على «ألّا تتحول المساعي الإقليمية الى تدخّل في الشؤون الداخلية اللبنانية».
ومحذراً من الفتنة الطائفية «الشر المطلق»، ومن المذهبية «الشر الأسوأ»، حمّل الحص الولايات المتحدة الأميركية مسؤولية الأزمة السياسية في لبنان والمنطقة، إذ إن مشروعها «الشرق الأوسط الجديد» ما هو إلا «مشروع تفتيت لشعوب المنطقة الى كيانات مذهبية وطائفية».
وكان الحص تابع المساعي التي كان قد بدأها في السعودية وسوريا، بشأن الأوضاع المأزومة في لبنان، بزيارة ايران، حيث التقى وزير خارجيتها منوشهر متكي وعدداً من المسؤولين الإيرانيين، أطلعهم فيها على المستجدات الأخيرة ورؤيته للحل وسبل معالجة الأزمة.
وفي موتمر صحافي مشترك مع متكي، نفى الحص إمكان الحديث عن مبادرة حقيقية من جانب السعودية وايران، ولفت الى أن «المبادرة يمكن أن تنضج في يوم من الأيام، إذ إنها لم تنضج بعد»، مضيفاً: «إن حياة لبنان العامة كانت مسلسلاً من الأزمات الوطنية، وأكبر هذه الأزمات لم تحلّ الا بالتدخل العربي المباشر، وكان هناك دور ايجابي مباشر قامت به السعودية، حيث كانوا يدخلون في الشاردة والواردة ليوفقوا بين المواقف المتناقضة. نحن نقدر الأدوار التي يمكن أن تقوم بها دول صديقة وشقيقة من أجل مساعدتنا على الوصول لحل أزماتنا، مع أن الحل يجب أن يكون لبنانياً، أولاً وأخيراً».
ورداً على سؤال عن الموقف السوري من إنشاء المحكمة الدولية، قال: «قياساً على ما سمعت من الدكتور بشار الأسد منذ أيام، عندما قلت له: أنا مع المحكمة الدولية، لماذا أنتم ضدها؟... فأجابني: أنا لست ضدها على الإطلاق، أنا مع أي شيء يتفق عليه اللبنانيون، وأنتم قد اتفقتم على مبدأ إنشاء محكمة دولية، إذن أنا مع المحكمة الدولية... أما ما تختلفون فيه من نصوص تتعلق بتنظيم المحكمة الدولية، وهذه النصوص وضعتها الأمم المتحدة، فهذا شأنكم تبحثون به وتناقشونه فيما بينكم ولا شأن لنا به»، مؤكداً أن سوريا «ليست ضد المحكمة، بل هي معها وتترك أمر الاتفاق على النصوص المتعلقة بهذه المحكمة للبنانيين».
وحذّر الرئيس الحص من فتنة سنية شيعية في المنطقة وقال: «كنا نشكو من الطائفية وغدونا نشكو من المذهبية». وأضاف: «الطائفية مدمرة والمذهبية أكثر تدميراً، الطائفية مؤتمر الطائف لحظ نصاً لإلغائها ولم ينفذ بعد تسعة عشر عاماً على تطبيق الطائف، إن الفتنة الطائفية شرّ مطلق وجاءتنا اليوم المذهبية وهي شرّ أسوأ، وهناك في كل مبنى وشارع وحي في بيروت سني وشيعي. يريدون أن يفصلوا بين الاثنين ويوقعوا بين المذهبين وهذا شر مستطير، الحمد لله ان هناك قيادات في لبنان تحول دون ذلك، كما أن القيادات في لبنان تعمل ليلاً ونهاراً حتى لا ينفجر الوضع، لكن النار ما زالت تحت الرماد».
وفي شأن المخططات الأميركية المعدّة للبنان والمنطقة، أكد أن «مشكلتنا الأساسية هي في المشروع الأميركي وما يسمى الشرق الأوسط الكبير أو الجديد»، مشيراً الى أن لبنان «دخل تحت المظلة الأميركية، وهو يعاني انقساماً مذهبياً للمرة الأولى في تاريخه الحديث».
من جهته، أوضح متكي أن المساعي الإيرانية ــــــ السعودية «متواصلة، لتقريب وجهات النظر بين اللبنانيين، على أن الحل لا يمكن الا أن يكون لبنانياً»، لافتاً الى أن ايران «تدعم أي حل يجمع عليه اللبنانيون».
تجدر الإشارة الى أن الحص يواصل زيارته الى طهران، ومن المرجح أن يلتقي الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني.