أشار المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية إلى أن احترام عقول اللبنانيين يقتضي «تذكير المتطاولين اليوم على رئيس الجمهورية بأن الكلام الكبير الذي يصدر عنهم لن يحجب نظر اللبنانيين عن ماضيهم، ولن يبيّض صفحات تاريخهم الأسود، ولن يغفر لهم ما فعلوه بحق أخوة لهم ورفاق درب وشركاء في المواطنية».وكان مكتب الإعلام قد أصدر أمس بياناً خصّصه للردّ على «الشتّامين في الأكثرية الموقتة»، ولا سيما على النائبين وليد عيدو وأنطوان زهرا اللذين «تنافسا في إخراج ما فيهما من صفات ليلصقاها، زوراً، برئيس الجمهورية»، بعد أن «هال بعض من هم في هذه الأكثرية الموقتة أن توجّه المملكة العربية السعودية الشقيقة الدعوة إلى رئيس الجمهورية لحضور القمة العربية التاسعة عشرة في الرياض، انطلاقاً مما يجمع بين البلدين والشعبين من روابط الأخوة الصادقة المجرّدة، واحتراماً للأصول الدستورية».
ولفت البيان «إلى أن الحقائق التي أوردها لحود في حديثه إلى التلفزيون الجزائري» صفعتهم، كما عرّاهم إحباط مخططاتهم بضرب الدستور وانتهاك اتفاق الطائف وتنكرهم لصيغة العيش المشترك، فأطلقوا العنان لمن جعلوا من الشتم والسباب والقدح والذم نهجهم في العمل السياسي الذي أدخلوا إليه لتنفيذ مثل هذه المهمات الدنيئة»، مؤكداً أن تحرّك «جوقة شتّامي الأكثرية» يترافق مع «شعورهم بأن رهاناتهم تسقط الواحد تلو الآخر، وأن مخططاتهم تتهاوى مع مرور الوقت، وأن وعودهم سرعان ما يتضح زيفها»، وبناءً على أمر من قائدها «يتمّ تقديم فصول جديدة من التطاول على موقع رئاسة الجمهورية وشخص الرئيس».
وإذ انتقد البيان «المستوى الرديء الذي وصل إليه هؤلاء في التخاطب، ما يدلّ على إفلاسهم، ويعكس حقيقتهم التي لم تكن يوماً مشرّفة لهم، ولا لمن وظّفهم تحت إمرته»، أكد أن الرد الوحيد الجدير بمثل هؤلاء هو تجاهلهم وإبقاؤهم على أحجامهم الحقيقية، لكن البيان ــــــ الردّ اقتضاه «احترام عقول اللبنانيين».
ورداً على عيدو وزهرا، تساءل مكتب الإعلام: «هل يحتاج النائب عيدو لسؤال رفاقه، القضاة الحاليين والسابقين، عن سيرته يوم كان يفترض أن يصدر أحكاماً باسم الشعب اللبناني؟ أم يجب أن يستعيد قصر العدل في طرابلس مآثره مع المتقاضين؟ أم أن أهل بيروت نسوا الأحكام التي كان يصدرها في حقهم، في ظل تسلط الميليشيات على العاصمة وسكانها، أو خلال ترؤسه اللجان التي نظرت في حقوق وتعويضات أصحاب الأملاك في الوسط التجاري؟ وهل يحتاج زهرا إلى سؤال المسيحيين عموماً والموارنة خصوصاً عما فعله بهم هو ومن معه، في وقت يدعون الدفاع عن حقوق الموارنة، أم يجب سؤال أبناء الشمال عن الممارسات التي كانوا يتعرضون لها على حواجز القتل والخطف والإذلال والمصادرة التي فصلت بين الشمال وجبل لبنان وأسّست لواقع تقسيمي يحلم زهرا ومن معه في إحيائه مجدداً من خلال استهداف الموقع الأبرز الذي يقف سداً منيعاً في وجه التقسيم والفيدرالية والتوطين، أي رئاسة الجمهورية وشخص الرئيس؟».
وأكّد البيان أن اللبنانيين «لن تخدعهم أصوات النشاز التي تنطلق من حين إلى آخر، لأنهم باتوا يميّزون بين الحق والباطل، وبين الصدق والكذب، تماماً كما يدركون الفارق بين الليل والنهار».
وكان عيدو قد وجّه أمس رسالة مفتوحة إلى لحود، لمناسبة دعوته إلى حضور القمة العربية، سأله فيها: «يا فخامة الرئيس، هل لك أن تقول لنا وللشعب ماذا ستقول للقمة، ومن تمثل؟ هل ستقول للقمة إن الشعب اللبناني قد أسقطك من حسابه، وإنه لا يعترف بك رئيساً؟ وهل ستقول لهم إنك تخالف الدستور يومياً، وإن هناك دعوى نيابية بحقك لمحاكمتك أمام المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء؟ وهل ستقول لهم إن رأس الطائفة المارونية لم يعد يعترف بك رئيساً؟ هل ستقول لهم إنك تحمي متهمين بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وإنك تسعى جاهداً للإفراج عنهم، وإن هؤلاء المتهمين هم أركان حكمك وجمهوريتك؟ وهل ستقول لهم إنه في عهدك الميمون رهنت الدولة والمؤسسات والجيش إلى حكم الوصاية؟ وهل ستقول لهم إنك طرف مع بعض اللبنانيين الذين لا يزالون يعيشون أحلام عودة الوصاية، وإن التمديد لك قسراً قد جلب الويلات والجرائم والارتكابات إلى هذا الوطن؟ وهل ستقول لهم إن الشعب اللبناني رسمك جندياً صغيراً في جيش الوصاية ووضعك في شاحنة منسحبة تحت عبارة: خذوه معكم؟».
من جهته رأى زهرا في حديث تلفزيوني أن لحود «غير قادر على البقاء في قصر بعبدا لحظة واحدة بعد انتهاء ولايته»، ونصحه بـ«الذهاب بعد ذلك إلى البرازيل»، مشيراً إلى ضرورة الاتفاق على رئيس جديد للجمهورية «يعيد للرئاسة هيبتها وألقها، ويكون صاحب قرار وغير مرتهن لأحد».