strong>استمر مسلسل «الرسائل» الأمنية غير المعروفة الأهداف في مدينة صيدا. وقد عثر أمس على قنبلتين يدويتين داخل المدينة القديمة. ومن اللافت في ذلك التعاطي غير المهني من الأجهزة الأمنية مع المكان قيد التحقيق وموجوداته
تواصل مسلسل الرسائل الأمنية المجهولة الدوافع في مدينة صيدا، وكان الموعد أمس مع العثور على قنبلتين يدويتين في «حارة اليهود» داخل أحياء صيدا القديمة، وبفارق زمني بين الأولى والثانية لم يتجاوز ثلاث ساعات. وعملت الأجهزة الأمنية على إزالتهما بعدما ضربت طوقاً أمنياً في المكان الذي يبعد عشرات الأمتار من مطرانية الروم الأرثوذكس في صيدا القديمة.
وكان مواطنون قد عثروا حوالى السابعة والنصف صباحاً على قنبلة منزوعة الصاعق وملفوفة بشريط لاصق، فأبلغوا القوى الأمنية بذلك. وعلى الأثر، حضر خبير عسكري من الجيش اللبناني وعمل على معاينتها قبل نقلها الى ثكنة الجيش اللبناني في صيدا. وبعيد العاشرة أبلغت القوى الأمنية بوجود قنبلة أخرى على بعد ثلاثة أمتار من مكان الأولى، وشبيهة بها. وبعد تطويق المكان، نقلت القنبلة إلى الثكنة ذاتها. ورجحت مصادر أمنية أنتكون الثانية، قد وضعت بعدما أزيلت الأولى لأن المعايير الأمنية الأولية تقضي بإجراء مسح في أي مكان يعتبر قيد التحقيق.
ويأتي العثور على القنبلتين بعد أقل من 24 ساعة على إعلان المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي أن فرع المعلومات فيها ضبط «مؤقتات تفجيرية متطورة» في محيط مخيم عين الحلوة، «حيث كانت مجموعة إرهابية تعد لنقلها الى خارج المخيم تمهيداً لاستخدامها في عمليات ارهابية» حسب ما ذكر بيان الأمن الداخلي. وكذلك، يأتي العثور على قنبلتي أمس بعد أربعة أيام على إلقاء قنبلة يدوية في محيط قلعة صيدا البرية.
ملاحظات على مهنية التحقيق
ولا بد من الإشارة إلى أن التعامل التحقيقي الجنائي مع المكان الذي وجدت فيه القنبلتان أظهر خللاً كبيراً لناحية التزام الأجهزة الأمنية المعايير المهنية المتعلقة بالأماكن قيد التحقيق وموجوداته، وخاصة لجهة حماية رجال الأمن والمواطنين. فقد أظهرت الصور التي أرسلتها وكالات الأنباء العالمية عدم وجود شريط أصفر يحدد مسرح التحقيق، ويمنع من ليس له علاقة بالتحقيق من الدخول او الخروج. والنقطة الأكثر أهمية، والمتعلقة بحماية رجال الأمن والمواطنين، هي ما أظهرته الصورة المنشورة أعلاه. فالخبير العسكري من الجيش اللبناني يحمل القنبلة في صندوق خشبي، لا يظهر أنه مخصص لنقل المتفجرات، وهو لا يرتدي اللباس الواقي المخصص لخبراء المتفجرات، ومن خلفه، يلف أحد المدنيين يده لالتقاط صورة للقنبلة بواسطة هاتفه النقال. والاخطر من ذلك هو وجود فتى يبدو رأسه على المستوى نفسه تقريباً من القنبلة الموجودة داخل الصندوق. كما أن إيجاد قنبلة ثانية على بعد أمتار قليلة من القنبلة الأولى وبعد ساعات معدودة، يطرح تساؤلاً عن القيام بمسح عام للمنطقة التي عثر فيها على القنبلة الأولى. فهل أن القوى الأمنية «قصّرت» في مسح مكان التحقيق، أم أن الجاني أراد تحدي هذه الأجهزة بوضع قنبلة في مكان لم يمض على دخولها إليه أكثر من ثلاث ساعات؟ أسئلة تطرح من المواطنين، ولا بد من الإجابة عنها من قبل الأجهزة الأمنية، التي تلزمها المعايير المهنية بالتعاطي بما يوازي ثقة المواطنين بها.
(الأخبار)