strong>سولانا يلوّح بإقرار المحكمة الدولية تحت الفصل السابع
رأى رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري أن السعودية وإيران حريصتان جداً على المنطقة ولديهما فكرة جيدة عن الحل في لبنان، معلناً أنه «في الأيام المقبلة ستتبلور المشاورات الجارية بين البلدين في حلول إيجابية، فيما أشار الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا الى أن «جميع أعضاء مجلس الأمن مستعدون لبذل كل الجهود لإنشاء المحكمة الدولية مهما كانت الوسائل» ملوحاً باللجوء الى الفصل السابع لإقرارها.
كلام الحريري وسولانا جاء خلال مؤتمر صحافي مشترك عقداه في مقر الاتحاد الاوروبي في بروكسل أمس، بعد محادثات تخللها غداء عمل أقامه سولانا على شرف الحريري وشارك فيه نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري.
ووصف سولانا الاجتماع بأنه «جيد جداً، حاولنا خلاله تحليل الأوضاع في لبنان والمنطقة». وأوضح «أن للنائب سعد الحريري وما يمثله الدعم الكامل من الاتحاد الأوروبي، وسنستمر في العمل يومياً للوصول الى لبنان موحد».
وإذ رأى أن «لبنان استطاع أن يتخطى الماضي وليس من سبب للعودة اليه، إلا إذا رفض الشعب التعاون»، أكد أنه «يجب أن يعم الازدهار مجدداً في هذا البلد الاستثنائي جداً وأن يكون نموذجاً لشرق أوسط مشرق».
ورداً على سؤال أكد «أن جميع أعضاء مجلس الأمن مستعدون لبذل كل الجهود لإنشاء المحكمة مهما كانت الوسائل. فاذا لم نضطر الى استعمال اللجوء للفصل السابع فستقر من دونه، أما إذا كانت هناك عقبات أمام مشروع المحكمة فسيكون من الضروري اللجوء الى شرعة الأمم المتحدة»، لافتاً الى «أن الأمين العام للأمم المتحدة يشاركنا الرأي بضرورة إنشاء المحكمة، ولا أستطيع أن أقول أكثر مما قاله لنا الأمين العام للأمم المتحدة حين التقيته في حضور وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس باجتماع رباعي بنّاء وايجابي تناول هذه المسألة».
من جهته، أوضح الحريري أن سبب زيارته بروكسل هو لـ«شكر سولانا والاتحاد الاوروبي على الدعم الذي قدماه إلى لبنان في السنوات الماضية، وبعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري وسائر الاغتيالات الأخرى، وكذلك عن دعمهم لإنشاء المحكمة الدولية ولحكومة الرئيس فؤاد السنيورة، وللدور الذي لعبه السيد سولانا في وضع القرار 1701 على أساس خطة البنود السبعة لحكومة الرئيس السنيورة التي أقرتها بالإجماع»، مشيراً الى أن البحث تطرق الى «الأزمة الحالية في لبنان وكيفية التوصل الى حلول في شأنها يكون فيها اللبنانيون موحدين ولا سيما حول المحكمة الدولية وحكومة الوحدة الوطنية».
وعن تعليقه على ما نقل عن رئيس المجلس النيابي نبيه بري من أنه لا جلسة لمجلس النواب ضمن الدورة العادية للمجلس في ظل وجود حكومة غير دستورية قال الحريري: «هل رأيتم لماذا لا نريد ان نعطيهم الثلث المعطل!».
وأضاف: «في الكلام المثار في هذه الفترة الكثير من التهويل والتلويح بالتعطيل ومحاولة إحباط الشعب اللبناني وجعله يرضخ أمام المطالب السورية، لكن أنا مؤمن بالله سبحانه وتعالى وواثق بالاتصالات التي تقوم بها المملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية الايرانية التي ستصل الى مكان ما».
ورأى «أن السير بالمحكمة الدولية لم يكن قراراً سياسياً بل هو قرار دولي بتحقيق العدالة»، آملاً «أولاً أن نتمكن من إقرار المحكمة عبر مؤسساتنا الدستورية والبرلمان في لبنان، واذا لم يتم هذا الأمر فإن المجتمع الدولي سيبقى متمسكاً بموقفه»، وأمل «ألّا نضطر إلى اللجوء الى الفصل السابع لكي لا يضعوا لبنان في هذا الموقف».
ورداً على سؤال قال سولانا: «إن المساعدة التي يمكن ان نقدمها هي الاستمرار في التحدث الى سوريا وممارسة المزيد من الضغط عليها لجعلها تتصرف بشكل بنّاء» في لبنان، مشيراً الى «أن العديد من وزراء خارجية بلدان اوروبية وعدداً من المسؤولين السياسيين الأوروبيين زاروا دمشق محاولين نقل رسالة الى المسؤولين بأنه يجب أن يكونوا بنّائين»، وأضاف: «نحن يمكن ان نذهب الى سوريا للعمل في هذا الاتجاه».
بدوره قال الحريري «نحن أول المؤمنين بإقامة علاقات دبلومسية مع سوريا. لكنْ هناك نظام يحاول أن يخل بأمن لبنان وهذا غير مقبول منا كلبنانيين ولن نسمح به»، ورأى «أنّ تدخل الاتحاد الاوروبي والسيد سولانا لمحاولة إقناع النظام السوري ببناء علاقات ايجابية مع الدول المجاورة أمر مفيد إذا كانت النتيجة إيجابية». وقال: «إننا لسنا بصدد افتعال مشكل مع النظام السوري بل إن هذا النظام هو الذي يتعدى على اللبنانيين وعلى الداخل اللبناني من خلال منع حلفائه من التصويت على المحكمة الدولية».
وأكد أن السعودية وإيران «حريصتان جداً على المنطقة ولديهما فكرة جيدة عن الحل، وفي الأيام المقبلة ستتبلور المشاورات الجارية بين البلدين في حلول إيجابية على الوضع اللبناني الداخلي».
وكان الحريري قد التقى أمس رئيس المفوضية الاوروبية خوسيه مانويل باروسو في حضور النواب مكاري وباسم السبع ومصباح الأحدب، كما زار رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المفوضية الاوروبية انيكة لاندابورو،
وعقد اجتماعاً مع رئيس الوزراء البلجيكي غاي فيرهوفستادت في مقر رئاسة الحكومة.
(وطنية)