حذر المفكر العربي الدكتور عزمي بشارة، من وجود خطر سياسي في المجتمع اللبناني، متمنياً على اللبنانيين «بذل كل الجهود لعدم إدخال بلدهم في حالة صراع ليس له قواعد أو أصول متفق عليها، ما يؤدي إلى نوع من الفوضى، لا تؤثر فقط على ما تراه أميركا إنجازاً لها في لبنان، بل تؤثر أيضاً على المقاومة، وقد تُدخلها في الزواريب اللبنانية، حتى ولو تجنّبت ذلك، لأن هناك من سيحاول ذلك، ولهذا أتى اقتراح الوفاق».لكنه جزم في حديث مع «وكالة أخبار لبنان»، أن «حزب الله» لن يُستدرج إلى الزواريب الداخلية، مضيفاً: «لست قلقاً على المقاومة اللبنانية، لأن هناك مجتمعاً مسانداً لها وقد ازداد تماسكاً بعد حرب تموز». ورأى أن الحديث عن فتنة سنّية ـــــ شيعية هو «حرب سيكولوجية ونبوءة تحقق ذاتها، لأن استمرار الحديث عنها قد ينشئ ردود فعل بهدف خلق هذه الفتنة»، لافتاً إلى «أن الرأي العام يُصنَع»، ومذكّراً بالمحاولة «لدق الإسفين بين المقاومة والجماهير العربية كي تصوَّر أنها مقاومة شيعية وليست عربية». وإذ أشار إلى أن المقاومة «أثناء العدوان الإسرائيلي على لبنان، اخترقت كل أسباب الحصار وحصونه»، نبّه إلى أن المخططين «لا يتراجعون عن مخططهم لنيّات حسنة، بل انتظاراً للفرصة المقبلة للتصعيد من جديد».
وتحدث عن وجود تيار «14 آذار عربي، يدفع باتجاه الذهاب نحو أوسلو وبمعزل عن سوريا وبتصعيد مع إيران، ولديه كتّابه ومثقّفوه وصنّاع قراره»، قائلاً إن هذا التيار «لم يجد حرجاً في تبرير العدوان الإسرائيلي على لبنان، ولن يكون محرجاً في تبرير العدوان الأميركي على إيران». ودعا إلى السعي على المستوى الجماهيري «لإقامة حركة سلام واسعة ضد العدوان الأميركي على المنطقة».
وتوقع أن يتحول مؤتمر الخريف، إلى حملة علاقات عامة لمواجهات أميركا الأخرى، لأن إسرائيل لن تتراجع عن مواقفها إرضاءً لطرف فلسطيني، مهما بدا معتدلاً. ورأى أن الحركة الدولية الآن هي لإقناع سوريا بالذهاب إلى المؤتمر من دون أي مقابل، لأن «المطلوب تخلّيها عن دورها الإقليمي الممانع، للبدء بعملية سلام غير عادلة».
ودعا الإيرانيين إلى التعامل مع مسألة عروبة العراق بوضوح، على أساس أن شيعة العراق هم عرب كما السنّة فيه. ورأى أن ذلك «بحاجة إلى مبادرات لترجمته، ولا سيما بوجود الحصار على قطاع غزة». وسأل: «هل نقبل أن يجري التعامل مع شعب غزة بهذه الطريقة، بغض النظر عن المقاومة وحركة
حماس؟».