الرشيدية ــ بهية العينين
محمد سمير الحاج موسى، طفل سلطت «الأخبار» الضوء على قضيته في عددها الصادر في 27/10/ 2006. محمد لا يزال كما تركناه منذ عام، مستمراً برحلته بحثاً عمّن يساعده في تركيب قدمين اصطناعيين.
في مدخل مخيم الرشيدية حيث منزله المتواضع المطل على الشارع العام، وعلى كرسيه المتحرك ذاته، ما زال يجلس أمام منزله، يراقب أبناء جيله يذهبون إلى المدارس، فيما يقطع هو المسافة بين ذهابهم وعودتهم بأحلامه التي تمنحه بعضاً من القوة.
غمره الفرح عندما رآنا بعد عام، ليبادرنا بالسؤال: أين قدماي؟
كثر الذين زاروه، ووعدوه، ولكنهم ذهبوا ولم يعودوا. المشكلة الأولى أن محمد فلسطيني وهذا بحد ذاته سبب رئيسي لمعاناة إضافية وليخضع ملفه لانتقائية واضحة في معالجة المحتاجين.
أما الأمر الثاني فهو طفل في طور النمو، وهذا يعني أنه بحاجة إلى تغيير الأطراف أكثر من مرة، فيما هو قانع بتركيب طرفيه ولو مرة واحدة، ليستطيع الذهاب إلى المدرسة التي تركها بسبب كرسيّه المتحرك، حيث إن مدارسنا لا تجهز بما يمكن أن يخدم ذوي الإعاقات الجسدية.
يشكر محمد الجمعية النروجية التي قامت بتأهيل مدخل منزله ليستطيع الدخول والخروج منه بكرسيّه. ويصر وإلى جانبه والده ينظر إليه بألم، على الاستمرار في البحث عن قدمين اقتطعتا منه عنوة بانفجار قنبلة عنقودية.