strong> رنا حايك
في باحة الكنيسة الألمانية في الحمرا، تمتد صباح كل يوم ثلاثاء بين الساعة التاسعة صباحاً والواحدة من بعد الظهر طاولات تحفل بمختلف أنواع الخبز الألماني وأشكاله. هو خبز يدخل في تكوينه الطحين البلدي أو طحين القمحة الكاملة K، بالإضافة إلى دقيق السيلم (Rye)، وذلك بنسب تتفاوت بين نوع وآخر.
ونبتة السيلم هي من فصيلة الشعير، لكنّ دقيقها ينتج خبزاً أطرى من ذلك الذي يصنع بالشعير. كذلك يحتوي دقيق السيلم على نسبة غلوتين أقل من تلك الموجودة في دقيق القمح، بينما يحتوي على نسبة عالية من الألياف القابلة للذوبان.
تخمّر عجينة الخبز الألماني لمدة 24 ساعة باستخدام الخميرة الطبيعية التي تأتي بها الجمعية الأهلية الألمانية (الخبز ضد العوز) من ألمانيا مباشرة، وتزوّد بها الأفران المعنية، ومنها فرن سنبلة التابع لـ«مركز صور النهاري لذوي الاحتياجات الخاصة (مصان)». وكانت الجمعية الأهلية اللبنانية «رابطة إنعاش القرى في لبنان» قد نسّقت مع الجمعية الألمانية المذكورة لتنظيم هذا المشروع منذ عام 2003. يتلخص هدف المشروع في مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال إفادتهم من عائدات بيع الخبز، وإشراكهم في صنعه، فيصار إلى تدريبهم على تنمية مهاراتهم اليدوية عبر تمرينهم على العجين بدل «معجونة اللعب».
يتميز الخبز المعروض أسبوعياً في الكنيسة بأنه أكثر صحة من الخبز العادي وبأن أسعاره مدروسة. ويبقى الأهمّ أنّ في شرائه مساهمة مباشرة في العمل التنموي، إذ يعود بالفائدة على ذوي الاحتياجات الخاصة.