strong> نادر فوز
«مش معروف إيد مين بزنّار مين»، هذه هي حالة الجامعة اليسوعية بعد صدور نتائج انتخاباتها الطلابية. كل القوى ادّعت فوزها في «الاستحقاق الأخير»، والنتيجة: ربحت جميع الأحزاب والتيارات ولم يخسر أحد سوى الطلاب الذين ينهمكون في تضييع الوقت، بعيداً عن مطالبهم الأكاديمية وهمومهم الاجتماعية، وتوزيع البيانات والظهور في المؤتمرات الصحافية. وقد حُسمت أمس رئاسة الهيئة الطلابية في كليّة العلوم السياسية في الجامعة، إذ أعلنت إدارة الكليّة، خلال جمعية عمومية للطلاب، فوز المرشحة المستقلة جيرالدين فرج برئاسة الهيئة. وكانت فرج قد أكّدت سابقاً استقلاليتها التامة عن أي طرف سياسي، نظراً لما روّجت له بعض الأطراف بعد فوزها. من جهة ثانية، أوضح الطالب في السنة الثالثة كيمياء ايلي هبر أنّه فاز بعضوية هيئة كلية العلوم في الجامعة بصفته مرشحاً مستقلاً، ولم يكن على أي لائحة ولا ينتمي إلى أي تيار أوحزب.
وجاء المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس مندوبو القوات اللبنانية في مجمّعات الجامعة اليسوعية رداً على ما ورد في التغطيات الإعلامية لانتخابات «اليسوعية». وقد أعلن القواتيون فوزهم وحلفاءهم، على قوى المعارضة في رئاسة عدد من الهيئات، بينما أشاروا إلى تعادل الفريقين في عضوية بعض الهيئات.
تحدث خلال اللقاء مندوب القوات في مجمّع هوفلين، نديم يزبك، فأهدى «الفوز» للرئيس بشير الجميّل ورمزي عيراني وغيرهما من شهداء القوات اللبنانية. وأشار يزبك إلى عودة «القوات» إلى معظم كليات «هوفلين» تؤكد حجم الرأي العام المسيحي للقوات اللبنانية التي باتت تمثل 65% من الطلاب المسيحيين في «المجمّع». ووعد بأن نكون في العام المقبل الأكثر تمثيلاً للشارع المسيحي». وعن معركة كليّة إدارة الأعمال، لفت يزبك إلى أنّ القواتيين حسموا المعركة لمصلحتهم بفارق 130 صوتاً عن الأطراف الأخرى، مشيراً إلى أنّ المعركة كانت مع حزب الله لا مع التيار الوطني الحرّ، لما يمثّله الأول من حضور في الكليّة. وعن إدارة الأعمال، أو «قلعة القوات» أيضاً، رأى يزبك أنّ المعركة كانت سياسية بحتة، لكونها جرت بمشاركة طلاب وقوى سياسية فعلية.
وتحدث أيضاً خلال اللقاء ممثلا القوات اللبنانية في الشمال أنطوني عازار، وفي البقاع ميشال الباش، فعرضا نتائج كلياتهم واستعرضا «فوز» القوات فيها. ووزّع القواتيون لوائح الفائزين في كليات الجامعة اليسوعية، وجاءت النتائج وفق حساباتهم على الشكل الآتي: 60 مقعداً لكل من قوى 14 آذار وقوى المعارضة، إضافةً إلى تسعة مقاعد لتسعة طلاب مستقلين. وعلى صعيد رئاسات الهيئات، 8 رئاسات للتحالف الآذاري، و7 للمعارضة ورئاسة وحيدة لطالب مستقل.
إلا أنّ هذه النتائج، يشوبها أيضاً بعض الأخطاء، إذ احتسب القواتيون كلاً من رئيسة هيئة كلية العلوم السياسية جيرالدين فرج ورئيس هيئة كلية الحقوق روجيه غاسبار مرشحين لقوى 14 آذار.
وأهمل تقرير القوات اللبنانية مجمّع «اليسوعية» في الجنوب، حيث فازت قوى المعارضة بكليّتي إدارة الأعمال والآداب، ولم تسيطر قوى الموالاة إلا على كليّة التمريض.
كما احتسب القواتيون عدداً من أنصار التيار أو المرشحين المستقلين المدعومين من التيار كطلاب مستقلين، ومنهم إليانا معكرون الفائزة باسم التيار الوطني الحرّ عن مقعد السنة الثالثة في كليّة العلوم السياسية.
من جهته، وصف مسؤول الاتصالات السياسية في لجنة الشباب والشؤون الطلابية في التيار الوطني الحرّ، ماريو شمعون، ما وزّعه طلاب القوات اللبنانية من نتائج وأرقام بـ«الأمر المضحك»، مشيراً إلى أنّ بعض وسائل الإعلام المحسوبة على قوى الموالاة، أقرّت بـ«فوز» التيار في الجامعة اليسوعية. وأوضح شمعون أنّ كليّة إدارة الأعمال التي فازت برئاستها القوات اللبنانية، إضافةً إلى ستّة مقاعد فيها من أصل عشرة، يتمثل المسلمون فيها بنسبة 47%؛ فتساءل عن كيفية وضع الأمر في خانة الرأي العام المسيحي، ليضيف: «لولا تيّار المستقبل، لما حققوا هذا الإنجاز». وأشار إلى أنّ كليّة العلوم الاقتصادية، التي فاز بها التيار كاملةً، تتكوّن من 87 إلى 90% من مسيحيين. ووصف شمعون القواتيين بـ«المرضى النفسيين»، «فهم يكذبون ويصدّقون كذبتهم، مشيراً إلى أن ما تحاول فعله القوات اللبنانية في تحويل الخسارة إلى ربح واستغلال كل الأمور، «إنما هو أسلوب رخيص في التعاطي»، مؤكداً من جهة ثانية دقة الأرقام التي نشرها «التيار» وصحتها. ورأى شمعون أنّ أنصار التيار الوطني الحرّ ليسوا مضطرين لتوقيع عرائض، كما العام الماضي، لتأكيد انتصارهم في «اليسوعية».