الشحار الغربي ــ عامر ملاعب
وزارة المهجرين و«صندوقهم» في جولة طال انتظارها إلى قرى الشحار الغربي. وإذا كانت زيارة بلدة كفرمتى تأتي في سياق طبيعي بعد إنجاز ملف المصالحة والعودة وتوقيع البروتوكول في السرايا الحكومية وبدء دفع التعويضات في صندوق المهجرين، فإن الزيارة إلى بلدة عبيه بدت كأنها من باب رفع العتب، إذ اقتصرت على «وعود» بأن يُنجز الملف، حيث أعلن رئيس الصندوق فادي عرموني «تمنياته بأن نتمكن في وقت سريع من أن نحقق المصالحة في عبيه والبنّيه وعين درافيل».
إذاً الأمور لا تزال في طور التمنيات... والحديث عن إنجاز ملف المهجرين في بلدة عبيه وقرى الشحار لا يعدو كونه إنجازاً ورقياً، حيث جرى تحضير قائمة التعويضات من جانب لجنتي العائدين والمقيمين. وعلمت «الأخبار» أن قيمة التعويضات لقرى عبيه والبنّيه وعين درافيل تصل إلى حدود 90 مليار ليرة. وإذا كان مجلس الوزراء قد أقر «بطلوع الروح» مبلغ 70 ملياراً لإنجاز ملف كفرمتى، فلم يقدّم أحد خلال الجولة أي وعد أو التزام بتحويل اعتمادات مالية لإنجاز ملف عبيه وباقي قرى الشحار، الأمر الذي يجعل الحديث عن إتمام الملفات وإنجاز المصالحات في جميع قرى الشحار مجرد وعود عرقوبية وإنجازات وهمية تحاول حكومة الرئيس السنيورة تسويقها.
وبالعودة إلى الجولة، فقد ضمت المدير العام لوزارة المهجرين أحمد محمود، ورئيس الصندوق المركزي للمهجرين المهندس فادي عرموني، ووفداً من الفنيين المختصّين في الوزارة والصندوق.
بدأت الجولة في مركز التنمية والتأهيل في بلدة عبيه (الذي يشغل بناءً ضخماً تملكه جمعية الآباء الكبوشيين)، حيث كان في استقبال الوفد كل من رئيس المركز خالد المهتار، رئيس بلدية عبيه نزيه حمزة، رئيس لجنة العائدين ميخائيل الخوري، وكيل داخلية منطقة عاليه الثانية في الحزب التقدمي الاشتراكي زاهي الغصيني وفاعليات.
بعدها انتقل الجميع إلى مركز بلدية عبيه، فألقى حمزة كلمة رحب فيها بالوفد وبالعائدين من أبناء بلدة عبيه، وتمنى أن «يتم خلال هذا الأسبوع إنجاز الملف بالكامل، وأن تتم المصالحة الرسمية الفعلية في الأسبوع المقبل، وبالتالي أن تتم العودة سريعاً إلى عبيه».
وتحدث عرموني، فقال: بدأنا بدفع المساعدات خلال الأسبوع الماضي، وهي متلاحقة لكي نتمكن من استكمال دفع كل المساعدات». ولفت إلى «أننا اليوم نضع الحلول العملية قيد التنفيذ لكي نحضّر لمصالحة عبيه». وأشار إلى «أننا نعمل في عبيه على تسوية بعض الطرق الداخلية وبعض المؤسسات التي كانت مشغولة في وقت سابق، وقد حضرنا للاطلاع على الوقائع». وأكد «أننا بصدد متابعة الملفات التي بدأ المقيمون والعائدون تحضيرها لإنجاز ملف بروتوكول المصالحة في وقت قريب». بعدها، عاين عرموني ومحمود ومهندسو الوزارة والصندوق الخرائط والدراسات الملحوظة في سياق مشروع العودة، واستمعوا إلى شرح مسهب من فاعليات البلدة المقيمين والعائدين.
ثم انتقل الوفد إلى بلدة كفرمتى، حيث كان في استقبالهم أمام مركز البلدية رئيس المجلس البلدي فؤاد خدّاج وحشد من أبناء البلدة ولجنة المقيمين فيها. وبعد الترحيب بالعائدين، التقى العائدون والمقيمون في صالون البلدية، حيث ألقى رئيس البلدية كلمة أشار فيها إلى أنه «اليوم يلتئم الشمل ونعود معاً إلى عين الضيعة وساحاتها لتعود الذكريات الحلوة». ثم ألقى عرموني كلمة أكد فيها أن «الأمور ستتسارع للبدء في الإعمار والترميم، ويعود الجبل الشامخ بدعم القيادات الفاعلة». وتمنى أن «تتوفر الأموال كما وعد الرئيس السنيورة الذي إن وعد وفى».
كذلك ألقى كل من فادي حداد وخالد الأبيض كلمتين باسم العائدين. وخلال الجولة، تلقى الغصيني اتصالاً هاتفياً من النائب وليد جنبلاط، الذي اطّلع منه على حسن سير العمل والأجواء التي سادت الجولة، مبدياً الحرص على ضرورة إنجاح هذه الخطوة تمهيداً لطي الملف بالكامل.