strong>في الشهر الفائت حصد 188 حادث سير في لبنان 37 قتيلاً و197 جريحاً، إضافة الى وقوع أضرار في الممتلكات الخاصة والعامّة. وبدل أن تبحث الحكومة عن حلول تحدّ من الموت في الطرق يركّز وزير الداخلية حسن السبع على إطلاق مشروع عدّادات لمواقف السيارات

في العام الحالي وحتى شهر تموز، وصل عدد ضحايا حوادث السير إلى 204 قتلى و1814 جريحاً بمعدل 259 جريحاً شهرياً. ومنذ العاشر من تشرين الأول حتى الحادي والثلاثين منه، قتل 31 شخصاً في الشوارع. وكانت إحصاءات قوى الأمن الداخلي قد سجّلت أن عدد القتلى في عام 2004 نتيجة حوادث السير هو 376 بمعدل 31 قتيلاً شهرياً، و46 69 جريحاً بمعدل 389 شهرياً. وفي عام 2005 انخفض عدد القتلى الى 304 بمعدل 25 قتيلاً شهرياً، وعدد الجرحى 4228 بمعدل 352 شهرياً. وارتفع العدد مجدداً في عام 2006 ليسجل 372 قتيلاً، أي 31 قتيلاً في الشهر، و3113 جريحاً بمعدل 259 شهرياً. أما إحصاءات العام الحالي فتنذر بارتفاع في عدد القتلى ليصل الى معدّل قتيلين يومياً.

العدّادات: أولوية السبع

كانت الخطوة الجدّية الوحيدة التي قامت بها الحكومة الحالية برئاسة فؤاد السنيورة لمعالجة مشاكل السير هي عقد وزير الداخلية حسن السبع مؤتمراً خلال الشهر الفائت تحدث فيه عن تنظيم وقوف السيارات الى جانب الطرق باستخدام عدّادات. ورأى السبع أن من شأن ذلك الحدّ من زحمة السير والركن العشوائي للسيارات، وقال إن ذلك يوفر من جهة أخرى مورداً للدولة. وبعدما سئل عن سبب تنظيم وقوف السيارات بدل التطرّق إلى مشاكل تنظيم السير، شرح الوزير أن الدولة اضطرت الى الاستعجال في المشروع المذكور لكونه مموّلاً من الصندوق الدولي للنقد، وأنه إذا تأخر البدء به أكثر فقد تُسحب السلفة. وأشار السبع في المؤتمر الى أن عديد عناصر قوى الأمن الداخلي لا يكفي في هذه المرحلة الى تغطية كل الحاجات، وخصوصاً مع المسؤوليات الكبيرة الملقاة على عاتقها حالياً.

قوى الأمن تجهد من دون نتيجة

من جهة أخرى، كان المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي قد تعهد في كلمة ألقاها قي جامعة اللويزة عن حوادث السير، بأن العام المقبل سيكون قفزة نوعية في خطوات الدولة نحو الحدّ أو على الأقل لجم ارتفاع عدد حوادث السير. وقال إنه مع بداية العام ستكون الرادارات منتشرة على جميع الطرق، وسيتم الانتهاء من بناء عدد كبير من جسور المشاة، بالإضافة الى تكليف عناصر جديدة من قوى الأمن بتنظيم السير. وتقوم مديرية قوى الأمن الداخلي بحملات توعية مستمرة تتعلق بالحوادث عبر الدعايات المتلفزة والإعلانات المصورة والملصقات، بالإضافة الى أفلام قصيرة تعرض على موقع قوى الأمن الإلكتروني. فبعنوان «الحادث منو صدفة»، اشترك كل من الإعلامي جورج قرداحي والفنانين جورج خباز وهيفا وهبي وعاصي الحلاني وميسم نحاس، بالإضافة الى العقيد جوزيف الدويهي، في تصوير كليبات إرشادية قصيرة عن الحوادث. وبين عبارات مثل «سوق عمهلك بتوصل بسرعة»، و«ما تسابق الوقت حتى تعيش»، يقول العقيد الدويهي «المهم كيف بتسوق ولوين بتوصل»، ويبيّن قرداحي من ناحية أخرى عدد ضحايا حوادث السير، فيقول إنه يموت يومياً أكثر من مليون شخص في العالم نتيجة الحوادث، وإن 10 في المئة من 30 مليون جريح بسبب الحوادث مصابون بعاهات دائمة، وإن ذلك يكلف 2 في المئة من الناتج الكلي للدول. ولكن على رغم الجهود التي تقوم بها قوى الأمن والحملات الإعلامية المتعدّدة، لم تنخفض معدلات حوادث السير خلال الأشهر السابقة.

حفر في الشارع أشبه بالقبور

على أوتوستراد النبطية الزهراني قتل ثلاثة مواطنين من عائلة واحدة، وأُصيب ما لا يقل عن ثلاثة آخرين بجروح مختلفة، فيما لم تلقَ آذاناً صاغيةً أصواتُ سكان المنطقة التي نادت أكثر من مرة بردم الحفر التي أحدثتها الغارات الاسرائيلية خلال عدوان تموز 2006 في الطريق. واللافت أن هذه الحفر قريبة من المنعطفات ولا توجد إشارات ليلية تنبّه إلى وجودها، ووقع قبل ظهر أمس حادث مروّع على طريق عام المصيلح ــــ الرادار بعدما قطعت سيارة بيك آب يقودها محسن أسعد شباط الطريق من مسرب إلى آخر، ما أدى إلى حصول حادث بعد اصطدامها بسيارة مرسيدس سوداء اللون يقودها الشيخ كمال شحرور (56 عاماً) وإلى جانبه زوجته سلام جميل نحلة (44 عاماً) وشقيقته وضحة حسين شحرور (45 عاماً) وقتلوا جميعاً على الفور. وكانت المرسيدس قد اصطدمت أيضاً بسيارة BMW كحلية بقيادة الملازم في الأمن العام جهاد فحص وأخرى من نوع بيجو 504 خضراء يقودها حسين جميل ناجي. ونقل الجرحى فحص وناجي الى مستشفيات صيدا للمعالجة. وبعد أقل من ساعتين، وفي بلدة زفتا، وقع حادث مماثل بين سيارة من نوع هوندا وشاحنة كانت تجتاز إحدى الحفر في الطريق ما سبّب انقلاب الشاحنة وتضرر السيارة الأخرى.
ويُلاحظ أن الحفر في الطريق على أوتوستراد النبطية الزهراني تبلغ أكثر من ثمان وعشرين قديمة، أضيفت إليها نحو خمس جديدة، على مسافة لا تتجاوز عشرين كيلومتراً.
أما على الأوتوستراد الساحلي الجنوبي في الزهراني فقتل شخصان صباح الأول من أمس عندما اصطدم رانج روفر بعمود إنارة ولوحة إعلانات على الطريق، أثناء محاولته تفادي الاصطدام بسيارة مرسيدس توقف سائقها فجأة وسط الطريق. وقتل شربل، الابن البكر لسائق الرانج بسام خريش وعمره 4 سنوات، وقتلت امرأة كانت تجلس بجانبه تدعى آني. وأصيب بسام وزوجته راغدة وابنها الأصغر كارل بجروح، نقلوا إثرها الى مستشفى الراعي في صيدا للمعالجة.
وفي صيدا عند طلعة المحافظ في الهلالية، انقلبت سيارة غولف زرقاء بعد اصطدامها بحاجز الحماية الجانبي للطريق، وأُصيب محمد الدهيني ومحمد الجعفيل. وأُصيب في اليوم نفسه محمد المغربي ومحمود الحريري بجروح بالغة عندما انقلبت بهم سيارة مرسيدس الى أسفل الوادي، أثناء سلوكهما طريقاً جبلية مرتفعة تربط بين بلدتي مجدليون وبقسطا، ونقلا الى مركز لبيب الطبي. وفي السياق نفسه، توفيت الطالبة حنان رمال أول من أمس متأثرة بجراح أُصيبت بها في حادث سير وقع ليل الخميس في 25/10/2007 عند مدخل بوليفار صيدا البحري، أثناء عودتها مع شقيقتها منى ورفيقتها ليليان فياض من الجامعة اليسوعية في بيروت.
(الاخبار)