صدر عن المكتب الإعلامي للواء الركن جميل السيد بيان استغرب فيه «التصريحات الانفعالية التي أطلقها بعض نواب تيار المستقبل ضد المواقف الأخيرة التي تدعو القضاة إلى تحكيم العدالة والضمير في بتّ مسألة اعتقال الضباط الأربعة، وذلك إثر الجولة التي قام بها وكلاؤهم على المراجع السياسية والدينية، ومن بينها سماحة السيد حسن نصر الله أخيراً». وأكّد السيد «أن طلب المواعيد قد شمل أيضاً سماحة المفتي قباني والرئيس السنيورة والنائب سعد الحريري، وبما يثبت بأن تحرك الوكلاء ليس مسيّساً في اتجاه واحد، بل يهدف إلى إطلاع كل المراجع من دون استثناء على التجاوزات الخطيرة التي ترتكب في ملف التحقيق في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري».واعتبر السيد «أن البيان الصادر أخيراً عن حزب الله لا يختلف أبداً في مضمونه وجوهره عن المواقف التي سبق أن أطلقها غبطة البطريرك صفير ودولة الرئيس سليم الحص، وسماحة السيد محمد حسين فضل الله وسماحة الشيخ عبد الأمير قبلان، وغيرهم من المراجع ممّن أجمعوا على دعوة القضاة، ولا سيما مدعي عام التمييز القاضي سعيد ميرزا، إلى تحكيم العدالة والحيادية والنزاهة، وإلى عدم جواز الاستمرار بالاعتقال السياسي التعسفي للضباط، من دون أية تهمة أو إثبات أو دليل منذ أكثر من سنتين».
وأضاف البيان: «أما في ما خص ما أشار إليه بيان أحد نواب المستقبل من أن دعوة القضاة إلى تحكيم العدالة ومساءلتهم قانونياً هما تهديد لهم، فقد دعا اللواء السيد النواب الحريصين على القضاة إلى أن يتأكدوا بأنفسهم من مصدر التهديدات التي تلقاها مدعي عام التمييز القاضي سعيد ميرزا عندما اعترف بأن الاعتبارات السياسية تمنعه من الإفراج عن الضباط، وأنه سيتعرّض لـ«الفرم» إذا أقدم على ذلك. ودعاهم اللواء السيد إلى التأكد أيضاً من تلقّي أحد القضاة تهديداً مشابهاً بأن تياراً سياسياً سيهاجم منزله ويقتل عائلته إذا ما أفرج عن بعض الضباط!».
ونقل البيان عن السيد تأكيده «أنه يتحمل مسؤولية قانونية كاملة عن صحة كل ما يرد في بيانات مكتبه الإعلامي»، وقد ختم بأن «القضاء هو دائماً الأقوى عندما يستند إلى أرض الحق والعدالة، وهو أضعف من بيت العنكبوت عندما يقف على أرض الباطل وشهود الزور كما هي الحال اليوم في ملف التحقيق الجاري. وقد يكون من المفيد أخلاقياً وقانونياً أن يعلم كل الحريصين على شعار الحقيقة بأن في جريمة اغتيال الرئيس الحريري نوعين من القتلة: أحدهما قتله في منطقة السان جورج منذ سنتين باسم الإرهاب والإجرام، والثاني يقتله كل يوم في قصر العدل باسم السياسة وزهيرها الصدّيق وأمثاله، وبتشويه محاضر تحقيق المجموعة الأصولية وغيرها. أما آن الأوان لكي يرتاح الرئيس الحريري في مثواه بدلاً من الاستمرار باغتياله كل يوم؟».
(الأخبار)