زحلة ــ عفيف دياب
من مدينة زحلة، وضع الرئيس الأعلى لحزب الكتائب اللبنانية أمين الجميل برنامج عمل الرئيس «الماروني» للجمهورية الذي «يجب أن يجسد حقيقة المسيحيين في لبنان، وأن يستعيد الدور الطليعي للموارنة».
فقد أقيم احتفال كتائبي حاشد مساء أمس في قاعة أوتيل القادري الكبير في مدينة زحلة لتوزيع البطاقة الحزبية على المنتسبين الجدد (دورة الشهيد بيار الجميل) وتوقيع كتاب مؤسس الكتائب بيار الجميل «تاريخ في صور». وبدأ الاحتفال، الذي غاب عنه جميع نواب المدينة ومنطقتها بعد استثنائهم من الدعوات ما عدا النائب فتوش الذي اعتذر عن عدم الحضور، بعرض فيلم وثائقي عن زيارة الوزير الراحل بيار الجميل إلى زحلة والبقاع الأوسط، إضافة إلى كلمة رئيس إقليم زحلة الكتائبي المحامي إيلي الماروني الذي أكد أن الكتائب ستبقى «رأس الحربة في المقاومة والصمودوتحدث الجميل عن المواصفات المطلوبة في الرئيس المقبل وبرنامج عمله، مؤكداً في الوقت عينه «انفتاحنا على الجميع»، من دون أن تخلو كلمته من «انتقادات» مبطّنة حين قال: «نريد رئيساً لا يعمل على إفلاس الشركات كما حصل في الوسط التجاري».
وأكد ان «يدنا ممدودة للجميع، والتقينا مع العماد عون من أجل أن تجتمع العائلة اللبنانية على الثوابت والأهداف التي من أجلها استشهد أبطال ثورة الأرز، يدنا ممدوة للجميع، لكل القوى حتى ننقذ وطننا، فلبنان للجميع ولا يستثني أحداً، شرط أن لا يفضل مصالح الغير على مصالح دول أخرى على حساب مصالحنا الوطنية العليا، فعلينا أن نرجع كلنا إلى الصواب وأن نرفع شعار لبنان أولاً». وتابع: «يدنا أيضاً ممدودة لكل الدول الشقيقة والصديقة بشرط أن تمد لنا يداً محبّة، وتحترم سيادتنا وخصوصية نظامنا، وشرط أن تكون الاستراتيجية اللبنانية الذاتية ومصالحنا الوطنية العليا هي الأساس وهي الدافع لأي علاقة، فمن المؤسف أن البعض يدّعي أنه يحبنا أكثر مما نحب أنفسنا، ونحن نقول لهم إن من الحب ما قتل، ونقول لهم أيضاً كفّوا يدكم عن لبنان واتركوا لبنان يعود إلى استقراره وثباته وإلى ذاته حتى يجمع العائلة اللبنانية».
وأكد الجميل أن «كل همنا» أن «ننتخب رئيساً بأوسع وفاق ممكن حتى تتحقق حقيقة مصالح لبنان العليا»، واضعاً برنامج عمل للرئيس المقبل يبدأ بـ«الالتزام بالوفاق الوطني الذي هو الميثاق الوطني الذي حمى لبنان وحافظ عليه وأعطاه موقعاً مميزاً في الشرق الأوسط، وجعل من لبنان رسالة». وقال: «نريد رئيساً للجمهورية يلتزم بكل معنى الكلمة بالعقد الاجتماعي وبالمزيد من العدالة الاجتماعية، رئيساً يتحسس معاناة الناس ويشعر بها، لا رئيساً يعمل على إفلاس الشركات كما حصل في الوسط التجاري في بيروت (...)». وأضاف: «نريد رئيساً يلتزم بكل معنى الكلمة الدفاع عن المؤسسات الوطنية، وأن يلتزم الديموقراطية الحقيقية والمساواة والشفافية وينهينا من دولة المزرعة (...) ويتفهم معنى المؤسسات الوطنية والدستورية ويعتمد مبدأ الثواب والعقاب (...) ويجب أن يكون لكل الوطن ويجمع كل فئاته». وأضاف: إن «التقليد الدستوري أراد أن يكون رئيس الجمهورية من الطائفة المارونية، ونحن نصرّ على أن ينتخب هذا الرئيس الماروني الذي يجسد حقيقة مشاعر المسيحيين ويعيدهم إلى صلب المؤسسات الدستورية ويدفعهم إلى أن يلعبوا الدور الطليعي الذي من دونه لا يوجد لبنان. فيجب على الرئيس المقبل أن يستعيد الدور الطليعي للموارنة في لبنان، فهذا هو معنى الوفاق وهذا أيضاً من صلب التركيبة اللبنانية».
واتهم كل من يضع الحق على الموارنة «لأنهم لم يتفقوا على رئيس للجمهورية أو لم يحسنوا الاختيار، وأنهم أساس المشكلة» بأن هذا الاتهام «أكبر تزوير للحقيقة، لأن النوعية الموجودة عند القيادات المارونية فريدة، ونحن فخورون بأن المرشحين لرئاسة الجمهورية كل منهم عنده الشجاعة والجرأة ويقدم لبنان الوطن (...) فنحن نفتخر بهذه القيادات المرشحة التي تعرف ماذا تريد وعندها برامج واضحة لإنقاذ لبنان، ولكن المشكلة أنه ممنوع على هذه القيادات أن تصل إلى أهدافها، وممنوع على لبنان أن يفتح المجال للطاقات الحية، فبيت القصيد هو أن البعض يحنّ إلى عهد الهيمنة ومصادرة القرار الوطني، فالمشكلة هي من الخارج الذي يحاول أن يضع يده على القرار اللبناني الحر».
وبعد أن شدد على «التزام الكتائب بثوابت وأهداف ومبادئ ثورة الأرز» دعا الحلفاء في 14 آذار إلى «الالتفاف حول هذه المبادئ والأهداف التي من أجلها سقط الشهداء» من دون أن ينسى التذكير بلقائه الأخير مع عون من «أجل أن نجمع العائلة اللبنانية على الثوابت والأهداف التي من أجلها قامت ثورة الأرز».