باريس - بسّام الطيارة
«إذا كان المرشح من خارج 14آذار ومقبولًا من اللبنانيين فهذا يناسبني»

عشية سفر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى واشنطن لإجراء محادثات مع الرئيس الاميركي جورج بوش تركز في جانب أساسي منها على الملف اللبناني، ذكّر وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير أن فرنسا «ليست دائماً على توافق مع الأميركيين في ما يتعلق بالشأن اللبناني»، معيداً تكرار «شروط باريس» بأنه «ما أن تجرى الانتخابات بصورة جيدة بحيث يستفيد اللبنانيون من الديموقراطية وتوافق الطوائف أذهب إلى دمشق». ولم يستبعد أن يزور لبنان «خلال فترة
وجيزة».
وكرر كوشنير التذكير بـ«خوف النواب الـ٥١» الذين لجأوا إلى فندق فينيسيا، وقال إنه يتفهم خوفهم «إذ إن ما حصل للنائب أنطوان غانم ما زال ماثلاً في أذهانهم» مشدّداً على ضرورة أن «تتوقف التهديدات المحددة وخطر الاغتيالات». ورداً على سؤال عن التهديدات الجديدة رأى أنه في كل يوم ثمة تهديدات، مستنداً الى كلام النائب سعد الحريري الذي «نقل أنه معرض لتهديدات وأرجو أن يكون مخطئاً».
وعن تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس التي طالبت بأن يكون الرئيس المقبل من فريق «١٤ آذار» أجاب كوشنير: «لست مدام رايس»، لكنه أشار إلى أنه وثّق معها «علاقات صداقة مهذبة ومتواصلة» إلا أن هذا لا يعني «أن نكون دائماً موافقين على ما يقولونه، وقد قلنا لهم هذا» لافتاً إلى «أن الأميركيين لم يكونوا موافقين على دعوة حزب الله الى لقاء لا سيل سان كلو». إلا أن كوشنير أشار إلى أن مواقف باريس وواشنطن «تتقارب شيئاً فشيئاً نحو موقف موحد» بشأن لبنان، مذكّراً بالاجتماع الذي عقد في اسطنبول نهاية الاسبوع الماضي وضم وزراء خارجية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة والأردن، إضافة الى الولايات المتحدة وفرنسا والجامعة العربية وانتهى إلى اتفاق على إجراء الانتخابات اللبنانية في موعدها، ومن دون تدخل خارجي، وأشار إلى أن وزير خارجية سوريا دعي إليه «لكنه كان في طريقه إلى المطار» مؤكداً أنه «لو عرض البيان النهائي على سوريا لكانت وافقت».
أما بالنسبة إلى مسألة القواعد الدستورية لانتخاب الرئيس، فقد أكد كوشنير أن فرنسا لا تعارض الانتخاب بالنصف زائداً واحداً بعد أن تكون مرحلة الثلثين قد مرت في الجلسة الأولى، متمنياً أن يوجد «على الأقل بعض المرشحين الذين تقبل بهم الأكثرية والمعارضة». ورأى أنه ليس بالضرورة أن يتم التوافق على كل المرشحين، محذراً من «عودة الفوضى إذا لم تحصل الانتخابات».
ورأى أنه «إذا كان المرشح من فريق ١٤ آذار، وهو حق مشروع له، باعتبار أنه يضم أكبر عدد من الموارنة فهذا جيد، لكن إذا كان المرشح من خارج هذا الفريق ومقبولًا من اللبنانيين بحسب العملية الانتخابية فهذا يناسبني»، وقال: «لا أريد الاختيار بين المرشحين كما كان يتم في الماضي، ولا أريد أن تقوم سوريا بذلك».
وأوضح كوشنير أن زيارة الأمين العام للإليزيه كلود غيان والمستشار الدبلوماسي جان دايفيد ليفيت الى دمشق هي الخامسة منذ قطع الاتصالات على مستوى عال معها، وتأتي في سياق التذكير بموقف بلاده بشأن احترام المواعيد الدستورية، مؤكداً أنه لم يجر «أي صفقة» خلال لقائه نظيره السوري وليد المعلم بل اكتفى بـ«التذكير بالأمور الأساسية».
إلا أن مصادر مطلعة قالت لـ«الأخبار» إن زيارة غيان المقرب جداً من ساركوزي إلى دمشق «ليست مرتبطة فقط بالملف اللبناني» حتى لو رافقه ليفيت «المحاور الأول للأميركيين في ما يتعلق بملف لبنان منذ عهد الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، بل تأتي في سياق إعادة تقويم مجمل العلاقات الفرنسية ـــــ السورية» قبل سفر ساركوزي إلى واشنطن، إذ إن الإدارة الفرنسية تدرك أنها سوف تكون على محك إعادة ربط العلاقة مع دمشق بغض النظر عما يرافق هذه العلاقة من تذبذب بسبب الملف اللبناني. فساركوزي يعرف أن المنطقة على أبواب تغيرات كثيرة أكان في الملف الفلسطيني أم في مسألة إيران النووية».
وتقول المصادر إن «رسالة العرب» التي تطالب بـ«أخذ مصالح سوريا في الحساب في مؤتمر أنابوليس قد وصلت إلى آذان ساركوزي». ورغم نعته بـ«الأميركي» فإن الرئيس الفرنسي أراد بإرسال غيان «رجل المهمات الصعبة» إلى دمشق، الاستماع إلى كلمة سوريا الأخيرة في مجمل الملفات من «فلسطين إلى إيران مروراً بلبنان والعراق ليحمل صورة واضحة معه إلى واشنطن» التي يصلها اليوم
الثلاثاء.