«لا للقنابل العنقودية، لا لتصنيعها، لا للإتجار بها، لا لتخزينها، ولا لاستخدامها». من وحي هذه الصرخة، وإحياءً لليوم العالمي للتحرك ضد القنابل العنقودية، شهدت قاعة المكتبة العامة في المجلس النيابي، أمس، انعقاد ندوة برعاية الرئيس نبيه برّي، بالتعاون مع اللجنة الوطنية للتوعية من مخاطر الألغام، وذلك في حضور رئيس لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين النائب عبد اللطيف الزين ممثلاً الرئيس برّي، بعض النوّاب، الأمين العام للمجلس عدنان ضاهر، ممثل قائد الجيش العميد إلياس جروش، سفيرة النروج في لبنان سفين سفيج، فضلاً عن ممثلي جمعيات أهلية ودولية.بداية، لفت الزين إلى أن «إسرائيل ما تزال مصمّمة على عدم تسليم الخرائط والمواقع التي توجد فيها الألغام»، وإلى حاجة العاملين على أرض الجنوب للتمويل الذي «ينتهي لديهم قرابة نهاية هذا العام»، داعياً الدولة اللبنانية إلى «رصد المبالغ المطلوبة»، والدول المانحة إلى «أن تجدّد المنح التي تقدّمت بها خلال السنوات الماضية».
من جهته، أشار رئيس لجنة حقوق الإنسان النائب ميشال موسى إلى أن «العدو الإسرائيلي خلّف وراءه كمّاً هائلاً من الحقد المتمثل بزرع الموت في كل قرية وشارع وحي وزاروب»، مشدّداً على ضرورة «تضافر الجهود، دولة ومؤسّسات أهلية وغير حكومية، محلية وعربية ودولية، من أجل إدانة استعمال الأسلحة والذخائر القاتلة، وتوحيد الرؤية عبر وضع خريطة طريق، من شأنها إيصال هذه الصرخة المدوية إلى المحافل الدولية».
وبعد أن استعرضت أنيسة السبع أعين الأعمال التي نفّذتها اللجنة الوطنية للتوعية من مخاطر الألغام، لفتت إلى أن «إسرائيل، وخلال عدوانها الأخير على لبنان، استخدمت على نطاق واسع وبطريقة وحشية القنابل العنقودية، وخاصة في الـ72 ساعة الأخيرة من العدوان. ووفق إحصاءات المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام، تمّ تحديد ما لا يقلّ عن 950 بقعة خطرة ومتضرّرة بالقنابل العنقودية، منتشرة على مساحة تفوق 38 مليون متر مربع في أكثر من 15 بلدة وقرية في جنوب لبنان والبقاع الغربي»، ما أدى حتى اليوم إلى «274 ضحية، من بينهم 70 طفلاً و38 شهيداً، بالإضافة إلى تعطيل قدرة الناس على الاستفادة من أراضيها الزراعية»، داعية إلى «إدانة العدو الإسرائيلي على استخدامه لهذا النوع من الأسلحة في اعتداءاته المتكررة على لبنان، وإلزامه تقديم جميع المعلومات الضرورية عن الأماكن التي زرعها بالألغام أو قصفها بالقنابل العنقودية».
وإذ تحدثت سفيرة النروج عن الآلية التي اعتمدتها حكومة أوسلو بـ«إطلاق صرخة دعت فيها دول العالم لوضع آلية لوضع قانون دولي إنساني يحظر استعمال القنابل العنقودية»، طالب النائب غازي زعيتر المجتمع الدولي بـ«إصدار قرار يُلزم إسرائيل إعطاء الخرائط، وإلزامها توقيع اتفاقية أوتاوا».
وفي الختام، جرى عرض صور عن القنابل العنقودية، وما ألحقت من جرائم إنسانية، وتوزيع ملصقات ومناشير على الحضور، قبل أن يُختتم إحياء اليوم العالمي للتحرّك ضد القنابل العنقودية بإضاءة شموع في ساحة
النجمة.
(الاخبار)