شكك النائب غسان تويني في أن يتم انتخاب رئيس للجمهورية في 12 الجاري عارضاً سوابق تاريخية تظهر أن الاتفاق على الاستحقاق الرئاسي يحصل في الساعة الاخيرة، وأعلن أنه ليس لدى رئيس المجلس النيابي نبيه بري اسم معين.كلام تويني جاء بعد زيارته امس الرئيس بري في عين التينة إذ أكد بعد اللقاء أن «الأمور لا تزال جارية ولا نزال نفتح دكان التفاؤل ونفتش عن البضاعة». وحيث أشار إلى أنه «لم يستجدّ شيء، ومنذ اجتماع باريس ننتظر»، قال إن لائحة بكركي «فيها اتجاه نحو الخروج من طبقة سياسية معينة»، موضحاً أن اللجنة الرباعية هي التي أعدّت اللائحة وستقدم تقريراً إلى البطريرك الماروني نصر الله صفير الذي سيرى بين هذه الأسماء من هو الكفؤ.
وأوضح أنه ليس لدى بري أي اسم وقال: «كان لنا تعليق على اللائحة» ناقلًا عن بري قوله إن اللائحة جيدة «لكنه لاحظ فيها خروجاً على الأسماء التي كانت متداولة».
سئل: الرئيس بري ينتظر البطريرك والبطريرك ينتظر الأطراف حتى يتفقوا؟ فأجاب: «لا يحصل الاتفاق قبل 15 يوماً، الاتفاق دائماً يحصل في الساعة الاخيرة. عند انتخاب الرئيس بشارة الخوري، نام كميل شمعون رئيساً واستيقظ على غير ذلك، وأيام سليمان فرنجيه والرئيس الياس سركيس، نام الأخير رئيساً للجمهورية واستيقظ سليمان بك رئيساً. إذاً هذا أمر طبيعي وليس هناك تخلف ولا تفرد».
وأعلن تويني أنه في جلسة 12 الجاري سيكون هناك تداول بين النواب، نواب داخل القاعة ونواب في الأروقة، مشككا في أن يحصل انتخاب في هذه الجلسة.
وردّاً على سؤال أوضح أن النائب بطرس حرب لم يقل إن الأكثرية ستلجأ إلى الاجتماع خارج مجلس النواب في بيت الدين بل قال إنها «تقدر أن تلجأ». وسأل تويني: «إذا كانت (الأكثرية) تستطيع أن تجتمع في المجلس، فلماذا الاجتماع خارجه؟»، مشيراً إلى أنه «عندما اجتمع النواب خارج المجلس في السابق، كان هناك تعذر للاجتماع داخله وكانت الظروف غيرها الآن، أما اليوم فالظروف طبيعية».
وردّاً على سؤال قال: «نسير مثلما قال وزراء الخارجية الثلاثة (الأوروبيون) الى الأمل، أي أنه جاء أناس يضاربون علينا بالتفاؤل» ورأى أن كلام وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس «ليس دائماً منطقياً ومتطابقاً بعضه مع البعض الآخر. كما قال الرئيس، يأتيه مع 3 أصداء، وهذا ما اضطر السفير (الأميركي جيفري) فيلتمان الى المجيء وقراءة ورقة مكتوبة، وعندما يقرأ مثل هذه الورقة فهذا يعني أنها تعليمات وردت ولا يزيد عليها فاصلة أو ينقص، هذا هو الموقف الاميركي». وقال: «كنا ننتظر اسطنبول، وقد عرفنا ماذا جرى فيها، وعرفنا أن موفدين من الرئيس الفرنسي كانا في سوريا، ولم يعلن مسبقاً عن زيارتهما، والمستشار الفرنسي جان دافيد ليفيت الذي كان من الموفدين يعدّ وزير الخارجية الحقيقي، وقد خرجا من عند الرئيس (بشار) الأسد مرتاحين، وأعتقد أن شيئاً قد تقرر في اسطنبول، لكن يلزمه وقت».
وعرض بري المستجدات والتحرك الإقليمي بشأن لبنان مع الوزير السابق فارس بويز الذي رأى أن «من غير المعقول أن يكون اهتمام العالم بالاستحقاق الرئاسي بهذا الحجم» ولا يصل اهتمام القادة اللبنانيين وتضحياتهم الى هذا المستوى، ومن غير المنطقي أن يكون العالم قلقاً على لبنان ومصالحه، ومتعقلًا اكثر من اللبنانيين أنفسهم»، مشدّداً على وجوب أن يبذل اللبنانيون كل الجهود من أجل إنقاذ الاستحقاق من خلال «روح الوفاق والتوافق، الذي هو العمود الفقري للصيغة اللبنانية، ودونها لا تحكم البلاد، ولا توحد».
ومن زوار عين التينة أيضاً وفد من المشايخ والفاعليات في عكار برئاسة لقمان الكردي. وبعد اللقاء اوضح الشيخ زياد عدرا أن الوفد أطلع الرئيس بري على أجواء الشارع العكاري «وخصوصا في ما يتعلق بالظروف الراهنة والأوضاع التي تمر بها البلاد، وجرى الحديث عن الأوضاع المأسوية والحرمان المزمن الذي يعانيه العكاريون، وأكدنا أنه من الضروري جدّاً أن يكون هناك رئيس للجمهورية في المهلة المحددة في الدستور ووفقاً للأعراف المتفق عليها» معلناً تأييده مبادرة الرئيس بري.
وأضاف: «تطرقنا الى موضوع الفتنة التي يحذر منها البعض، وأخذنا فكرة من دولته، أنه يستحيل على لبنان أن يقع في أي فتنة، ولن يمر بها أبداً، وخصوصاً أننا لمسنا من دولته حرصه الشديد وتأكيده أن البلد، مهما تألبت عليه العواصف، لن تدخل بين ابناء فئاته وطوائفه ولا مذاهبه أي فتنة»، و«الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها».
(الأخبار، وطنية)