strong> ليال حداد
بدأ أمس طلاب العلاقات العامّة والإعلانات في كلية الإعلام والتوثيق الفرع الثاني اعتصاماً مفتوحاً، احتجاجاً على برنامجهم المكثّف. ويشرح مندوب السنة الثالثة علاقات عامّة روي غطّاس ما يعانيه الطلاب، فأشار إلى أنّ الفصل بات يتألف من خمسين وحدة دراسية (credit) بدلاً من خمسة وثلاثين وحدة، متوقفاً عند ضيق الوقت، وتقصير الأساتذة، وإهمال الإدارة. فالدّوام الذي يبدأ عند الثامنة والنصف لا ينتهي قبل الرابعة أو السادسة مساءً، وهو الأمر الذي أرهق الطلاب، ولا سيّما المرتبطون بوظيفة أو تدريب في مؤسّسة خاصّة. وقد أقفل الطلاب باب الصفّ بشريطة حمراء ووضعوا أمامه سلة مهملات كبيرة تعبيراً عن توقيف الدروس إلى حين التجاوب مع مطالبهم.
تتحدّث الطالبة ستيفاني أسطفان عن بعض نتائج تكثيف البرنامج: «معظم الطلاب اضطروا إلى ترك عملهم، فدوام الجامعة لا يناسب إلّا العاملين في الليل». يلقى تعليق أسطفان الاستحسان لدى زملائها المتجمعين في كافيتيريا الكلية فيجمعون على أنّ الإدارة لا تبدي أي تفهّم لوضعهم المادي. «يعني لو كنا أغنياء لما دخلنا إلى الجامعة اللبنانية، من هنا فكلنا يحتاج إلى العمل، والإدارة لا تقدّر ذلك وقد قالوا لنا اختاروا بين الدرس أو العمل»، تضيف أسطفان.
ويعلّق مدير الفرع الثاني الدكتور أنطوان متى على المطالبة بتكييف البرنامج مع دوام العمل بالقول: «الأولوية بالنسبة إلى الطالب يجب أن تكون الدراسة لا العمل، وأواجه شخصياً حالات مع طلاب يريدون أن يعملوا من الثامنة صباحاً حتى الخامسة بعد الظهر، ويطلبون منّي تنظيم البرنامج بحسب مواعيدهم، وهذا الأمر ليس مقبولاً». ولفت متى إلى أنّ نظام LMD فرض زيادة عدد المواد، وإنجاز مشاريع (projets) وبالتالي توزيع البرنامج بين قبل الظهر وبعده. ويشير متى إلى أزمة المساحة المرتبطة بالورشة القائمة في الطابق الأول، حيث يدرس طلاب السنة الأولى، بسبب إعادة تأهيل المكتبة، ما اضطر الإدارة إلى تقسيم الدوام بطريقة تناسب طلاب السنوات الثلاثة الأولى. يذكر أنّ الكلية لم تستدعِ حتى الآن طلاب الماجستير بسبب ضيق المساحة. العمل ليس المشكلة الوحيدة الناتجة من البرنامج، فحتى الطالب الذي لا يعمل لا يجد الوقت الكافي للدرس وتنفيذ المشاريع المطلوبة لكل مادة، فتقول رنا حداد إنّ ما يطلبه الأساتذة تعجيزي «يريدون منا أن ندرس وأن نقوم بمشاريع مرافقة للمادة، كل ذلك ولا أحد يتفهّم ضرورة تحسين الدوام».
من جهة ثانية، يصرّ طلاب العلاقات العامة والإعلانات على المساواة بينهم وبين طلاب الصحافة المكتوبة الذين ينتهي دوامهم عند الثانية من بعد الظهر ويحظون بيومي فرصة في الأسبوع، إضافة إلى العطلة الأسبوعية، ليتسنّى لهم متابعة التدرب في المؤسسات الإعلامية. ويعاني الطلاب غياب بعض الأساتذة بحجة السفر، وتسأل الطالبة دينيز يمين: «إذا عاد الأستاذ المسافر بعد شهرين فكيف يستطيع أن ينهي المادة قبل موعد امتحانات الفصل الأول في شباط؟».