strong>حسن عليق
توفي أمس مواطن لبناني إثر إصابته بطلق ناري في بطنه. واللافت أن المشتبه فيه الرئيسي بإطلاق النار عليه هو ضابط في أحد الأجهزة الأمنية. وسبب إطلاق النار «خلاف على أفضلية المرور»

توفي إيلي غريب (38 عاماً) مساء أمس في غرفة العناية الفائقة بمستشفى حداد لراهبات الوردية في منطقة الجميزة، بعدما أصيب بطلق ناري قبل ظهر أمس في منطقة الصيفي. وقد تضاربت الأنباء طيلة نهار أمس عن سبب إصابته. فبعد الحديث عن خلاف فردي سابق بين الغريب ومطلق الرصاص، وأن هذا الخلاف تطوّر صباح أمس إلى مطاردة وتبادل لإطلاق النار، أجمع أكثر من مصدر أمني على أن الغريب أصيب برصاصة مسدّس تسببت بوفاته، بعد خلاف على أفضلية مرور مع ضابط من المديرية العامة للأمن العام.
ففي معلومات أفاد بها مصدر أمني مطّلع، توجه إيلي غريب، والدٌ لطفلين، قبل ظهر أمس من منزله في عوكر إلى مكتبه في وسط بيروت. وبوصوله إلى منطقة الدورة، حصل خلاف بينه وبين شخص آخر قرب الجسر على أفضلية المرور. وأفاد المصدر «الأخبار» بأن مطاردة جرت بين غريب، الذي كان يقود سيارة BMW حديثة تحمل لوحة تسجيل كويتية، وسامر ع. سائق السيارة الأخرى، من الدورة حتى بداية منطقة الصيفي. وبوصولهما إلى محيط مبنى شركة MTCTOUCH ـــــ مفرق المرفأ، أطلق سامر النار من مسدس كان في حوزته على سيارة الغريب التي أصيبت برصاصتين، إحداهما في الزاوية الأمامية العليا للزجاج الجانبي الواقع خلف السائق، والأخرى في منتصف باب السائق. ثم تخطى سامر سيارة الغريب وأجبره على التوقف بين مبنى MTC وبيت الكتائب. وهناك ترجل سامر ع.، وبعدما فتح ايلي غريب الباب، أطلق سامر طلقاً نارياً أصاب إيلي في بطنه.
وبعد حضور القوى الأمنية، تبيّن أن مطلق النار سامر ع. ضابط برتبة ملازم في المديرية العامة للأمن العام، وهو أحد ضباط خدمة الجوازات في مطار رفيق الحريري الدولي، وأن المسدس المستخدم في إطلاق النار هو مسدسه الأميري. فوراً، توجّه الملازم إلى المديرية العامة للأمن العام حيث سلّم نفسه، وبوشرت التحقيقات معه بإشراف القضاء العسكري. وقد شوهد داخل سيارة غريب مسدس حربي، فيما أشارت مصادر أمنية إلى أن إيلي غريب شهر مسدسه بوجه الملازم قبل أن يطلق الأخير النار.
بعد إصابته، نقل إيلي الغريب إلى مستشفى حداد لراهبات الوردية في الجميزة. وبوصوله إلى المستشفى كان قد فقد كمية كبيرة من دمه، وكان وضعه الصحي حرجاً، ونقل مباشرة إلى غرفة العمليات حيث استؤصلت كليته اليسرى وأجريت له الاستعافات اللازمة. وقد نجح الاطباء بإنعاشه بعدما توقف قلبه لنحو 45 ثانية خلال العملية.
وذكرت مصادر طبية لـ«الأخبار» أن الطلق الناري دخل من يمين أسفل عظمة القص، واخترق البطن مصيباً الأمعاء الغليظة والوريد البابي. لكن الضرر الأكبر لحق بكليته اليسرى. وخرجت الطلقة من الناحية القطنية في الظهر، بعدما أصابت جسم إحدى الفقرات، من دون تعرّض نخاعه الشوكي لأي ضرر.
وبعد الظهر، طمأن الأطباء المعالجون عائلة غريب إلى أن الخطر الأكبر قد زال، لكنه بحاجة لمراقبة شديدة خلال 48 ساعة، ناصحين بعدم نقله من المستشفى لأن حالته لا تحتمل التنقل. لكن، ومع ساعات المساء الأولى، أصيب ايلي بنزيف حاد، طلب له الأطباء على أثره وحدات من الدم، لكنه ما لبث أن فارق الحياة.
أمام المستشفى، تجمّع أفراد عائلة إيلي وأصدقاؤه الكثر. كان الجميع يعبّرون عن ذهولهم للحادث الذي سمعوا به عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة. يقول شقيقه جيمي: «هذه هي الدولة التي يجب أن نلجأ إليها لحمايتنا. يريدون لفلفة الموضوع والقول إن إيلي أطلق النار. هذا لم يحدث، إيلي معه مسدّس مرخّص، لكنه لم يطلق النار». يتحدّث أصدقاء إيلي قائلين إنه «رجل خير ويساعد الناس. يعطي مالاً للفقراء، ويتكفّل تعليم العديد من الطلاب». ويؤكد جميع من تحدّثوا لـ«الأخبار» أمام المستشفى أن إيلي «شاب مش مشكلجي، وما إلو أعداء».
وبعد ظهر أمس، أصدرت المديرية العامة للأمن العام بياناً أكّدت فيه أن القضاء العسكري «وضع يده على التحقيق الذي يجرى في المديرية».