أمل رئيس الجمهورية إميل لحود من المسؤولين أن يعودوا إلى الحكمة، ويتوافقوا على تأمين نصاب الثلثين في جلسة انتخاب رئيس جديد، «وعندها يمكن للنصف زائداً واحداً أن يأتي برئيس للجمهورية»، منبهاً إلى أنه إذا لم يتأمن نصاب الثلثين «وعمدوا إلى الاجتماع خارج المجلس النيابي للانتخاب بنصاب النصف زائداً واحداً، فعندها سيعمد الطرف الآخر إلى الانتخاب بالنصف ناقصاً واحداً، ويكون الأمران متساويين في المخالفة».فقد استقبل لحود أمس، في حضور النائب جمال الطقش، وفداً من نقابة الفنانين التشكيليين والحرفيين في البقاع، سلّمه منحوتة صخرية ترمز إلى مدينة بعلبك وآثارها التاريخية «عربون وفاء وتقدير».
وتحدث لحود أمام الوفد، فشدّد على ضروة إيمان الرئيس العتيد بقوة لبنان، إضافة إلى تمتعه بالنزاهة ومحبته للوطن ولاطائفيته، مشيراً إلى أن هذه القوة هي التي أدت إلى الانسحاب الإسرائيلي عام 2000، وفشل العدوان صيف 2006، مضيفاً: «لذلك أنا وفيٌّ للمقاومة، ولولا الجيش الوطني والمقاومة الوطنية، لما تمكنّا من المحافظة على لبنان».
وإذ أبدى يقينه بأن اللبنانيين «لو تُركوا لخيارهم الخاص، لحصل سريعاً الاتفاق بينهم»، قال: «إذا لم يشأ الخارج أن يحصل التوافق»، فإن الدستور واضح. «فإذا كانت هذه الحكومة غير شرعية، فيجب أن نلجأ إلى خطوة تضمن عدم حصول مشاكل في لبنان وحروب أهلية»، مشيراً إلى أن «الحديث عن دعم خارجي لا يجدي. فلم نسأل يوماً إذا كان للطرف الآخر قوة أو سلاح أو دعم من دولة كبرى، بل نسأل دائماً عما يمليه عليه ضميرنا، وعن الحق».
وتوجه «للذين يقولون إنهم أقوياء ويريدون الاستمرار في النهج الذي يتبعونه، لإدراكهم أن المقاومة لن تنخرط في زواريب القتال التي كانت موجودة قبل الطائف، ويتّكلون على الدعم الخارجي للاستمرار، وعلى وقوف الجيش اللبناني على الحياد»، بالقول: «لا، لن تكون الأمور على هذا النحو. فإذا استمروا في خياراتهم، فستقع المشاكل في لبنان، ونحن لا نريد حصول مشاكل». وختم: «لذلك يجب أن يكون هناك بديل، وهذا البديل ليس حلاً، بل الحل هو في انتخاب رئيس جديد. أما البديل فهو لمنع الفتنة الداخلية بين اللبنانيين. يقولون كلاماً كبيراً في الصحف، ونسمع تهديدات من دول كبرى ومن مجلس الأمن والأمم المتحدة وغيرها. لكني أؤكد لكم أنه لا أحد يؤثر علينا إلا ضميرنا، مهما عظمت الدولة المهددة».
إلى ذلك، تسلّم لحود، في حضور وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ، أوراق اعتماد سفراء: ليتوانيا وغامبيا وإندونيسيا. وأقيمت للمناسبة المراسم التقليدية.