المنية ـ عبد الكافي الصمد
ارتفعت حدّة السجال والتراشق الكلامي بين قوى الموالاة والمعارضة في المنية، على نحو غير مسبوق. إذ إن السجالات السابقة في هذه المنطقة بقيت، إلا في ما ندر، محكومة بسقف الانتماءات والولاءات العائلية والعشائرية، إلا أنها بدأت أخيراً تتخذ طابعاً أكثر حدّة، على رغم الانطباع الذي تكوّن فيها عقب الانتخابات النيابية بأنّها معقل لتيّار «المستقبل»، وهو ما لم تُسلّم به قوى المعارضة.
واندلع السجال الأخير إثر تصريح عضو كتلة «المستقبل»، نائب المنطقة هاشم علم الدين، الأحد الماضي، الذي اتّهم فيه من سمّاهم «فلول الوصاية المشبوهة» في المنية والشمال بـ«زرع الفتنة وتفريخها وتأصيلها، عبر تضليل الرأي العام وتشويه الحقائق الملموسة والخيارات التي وصلنا إليها وآمنّا بها»، قبل أن يشنّ هجوماً عنيفاً على «بعض وطاويط الليل، الذين يراهنون على عودة الشر والإرهاب، من خلال زرع المعسكرات التدريبية في بعض محاور الشمال، ووضع الدشم والمتاريس أمام معاقلهم، وكأنّنا على أبواب حرب ضروس»، واصفاً إيّاهم بأنّهم «طفيليون وطحالب تربّوا في مستنقعات ريف دمشق».
أول الغيث من الردود على كلام علم الدين جاء على لسان عضو «تجمّع العلماء المسلمين» الشيخ مصطفى ملص، الذي استغرب ألا يجد علم الدين «سوى السباب والشتائم ليتوجه بهم إلى أبناء منطقته الذين يخالفونه رأيه السياسي، وهو الرأي الذي انقلب إليه حضرة النائب من أجل منصب نيابي، يوم لاح له ذلك المنصب، فودّع المبادئ والأفكار السياسية التي نشأ عليها». وذكّر ملص «النائب الكريم كيف مزّق أنصاره صور الرئيس رفيق الحريري قبيل الانتخابات النيابية عام 2005، وكيف كانوا يوزعون صور العماد ميشال عون، ويشاركون في مهرجانات التيّار الوطني الحرّ في الشمال وغيره، يوم كانوا يأملون أن يكونوا على لائحة التيّار أو اللائحة التي يدعمها». كما أشار إلى «سعي حضرة النائب لنيل رضى الإخوة السوريين ودعمهم ليصل إلى المنصب النيابي، قبل انسحابهم من لبنان (...) ونعرف بمن كان يتصل ومن كان يُهيّىء له الاجتماعات مع المسؤولين السوريين. وإذا أحبّ أن نسمّي، فنحن مستعدون».
وأكد ملص «أنّنا ضدّ كلّ فتنة داخلية (...) ولسنا من يوزّع السلاح، ولا من يحرّض على الفتنة السنّية ـــــ الشيعية، ولسنا من يقيم معسكرات التدريب في محافظة الشمال أو في المنية أو عكّار»، متسائلاً: «لمن تعدّ العدّة، ولأيّ مواجهة يُدرّب الشباب، وأين سيُستخدم السلاح الذي توزّعه جماعات 14 آذار أو شباط، وهل لهذا السّلاح وجهة سوى وجهة الفتنة الداخلية لحساب المشروع الأميركي الذي يريد أن يحوّل لبنان إلى «حالة» عراقية؟».