strong>فاتن الحاج
لا تزال صياغة أسماء المرشحين للتفرّغ مستمرّة في أروقة رئاسة الجامعة اللبنانية التي شهدت أمس اجتماعات ماراتونية استمرت حتى ساعة متأخرة من الليل، في محاولة للخروج بتوليفة نهائية ورفعها إلى وزير التربية والتعليم العالي الذي يعود اليوم من الخارج، تمهيداً لوضعها على جدول أعمال الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء. لكنّ الملف يبدو شائكاً نظراً لتداخل الاعتبار الطائفي بالسياسي. في المقابل، عقدت الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اجتماعاً ناقشت فيه ما آل إليه الملف، و«العرقلة» التي ترافقه، وخصوصاً بعدما تم دمج الدفعتين الأولى والثانية وتضاربت الأرقام حول أعداد المتفرّغين في الدفعة الأولى. فمرّة يكون 410 ومرّة 430 أستاذاً من أصل 680 أستاذاً مرشحين للتفرغ.
ويميّز بعض الأساتذة بين الرأي التربوي والحسابات السياسية التي قد يتم تغليبها في اللحظات الأخيرة، وخصوصاً أنّه بحسب هؤلاء، هناك صوتان في الرابطة، صوت يغلّب المعايير الأكاديمية، وآخر يرجّح التوازن الطائفي.
في المقابل، يرى آخرون في الهيئة التنفيذية للرابطة أنّ المشكلة ليست في التوازن الطائفي، و«هو معيار بات ميثاقياً بعدما توافقت عليه كل الطوائف المسلمة والمسيحية على حد سواء في اجتماعات عدة مع رئاسة الجامعة، بل في الاعتبارات السياسية وراء الكواليس التي تدخل ضمن المذهب الواحد». وحذّرت الرابطة من أن تنسف السياسة معايير الحاجة والأقدمية والملف الأكاديمي. وطالبت بعدم إلحاق الظلم بحق أي أستاذ يملك ملفاً أكاديمياً نظيفاً. ورأت الرابطة أنّه في حال تعثر الملف فهي ليست مسؤولة عنه و«لنسأل السياسيين».
وأصرت الرابطة على موقفها المبدئي من تفريغ جميع الأساتذة، «فاختيار 410 أساتذة أو 430 أستاذاً دون الباقين يتناقض مع طرح رئيس الجامعة بتوزيع المرشحين للتفرغ على ثلاث دفعات»، متسائلة عن مصير تفريغ الـ250 أستاذاً الباقين وآلية التفريغ.
وشددت الرابطة على أنّها ليست طرفاً في صياغة الأسماء، بل تمارس رقابة نقابية، وخصوصاً أنّها تتلقى مراجعات من الأساتذة حول أسباب حذف أسماء البعض من التشكيلة الأولى، خلافاً لما أوصت به مجالس الوحدات والأقسام الأكاديمية.
وأكدت الرابطة أنّها لن تكون شاهد زور على هذا الملف، موضحة أنّ رئيسها أبلغ هذا الموقف إلى رئيس الجامعة.
من جهة ثانية، انتظر أمس الصحافيون تجمع الأساتذة الجامعيين المستقلين أمام مقر رئاسة الجامعة، بعدما دعا إلى المشاركة في اعتصام، العاشرة من صباح أمس، احتجاجاً على رفض المحاصصة الطائفية والحزبية في ملف التفرّغ. لكنّ أياً من هؤلاء لم يحضر، ما دعانا نعتقد أنّه تجمع وهمي. والمفارقة أنّ التجمع عاد وأرسل بياناً عبر الفاكس يشكر فيه «الزملاء الأساتذة لمشاركتهم في الاعتصام الذي تمت الدعوة إليه، وينوه بالجهود التي يبذلها رئيس الجامعة والعمداء لإقرار الملف أكاديمياً وعدم رضوخهم للضغوط السياسية، مع تأكيدنا بوجوب الأخذ بالمطالب المحقة والأكاديمية المطروحة التي تحفظ حق الأساتذة بالتفرغ وفق المعايير الأكاديمية لا وفق المحاصصة الطائفية أو الحزبية». ورأى التجمع في بيانه أنّ رابطة الأساتذة المتفرغين قد تحولت إلى رابطة للأساتذة المتفرغين حزبياً.
وأعلن التجمع «معارضتنا للخطاب الطائفي الذي يحتكر بعض الكليات والذي صدر عن بعض العمداء في جلسات رسمية جامعية، مؤكداً استمراره في معارضة الملفات التي تجهض وحدة الجامعة ومستواها الأكاديمي، حفاظاً على مصلحة الطلاب والطبقات الفقيرة، لأنّ هدم الجامعة اللبنانية لمصلحة الجامعات الخاصة المستجدة جريمة وطنية.