strong>نادر فوز
طلاب يتجمّعون على الـ«Main» ويرفعون شعارات لمنع رفع الأقساط الجامعية؛ ربما هذا مشهد مستغرب لـ«أبناء» الجامعة الأميركية، الصرح التعليمي الأغلى في لبنان. «زيادة الخير خير»، هذا هو الشعار التي تنتهجه إدارة الـ AUB التي رفعت الأقساط بمعدّل 4.2 بالمئة

«أحبّ الـAUB، الدفع مش عَ أدّ المحبة»، «لماذا علينا تسديد الأموال لبناء مبنى «هوستلر» المتبَرَّع به؟»، «نريد أن نعلم لماذا ندفع كل هذه الأقساط؟»، «أين تذهب أموالنا؟»، «هل علينا قبول غياب اهتمام الهيئة الطلابية بزيادة رسوم التعليم؟»، «لماذا على أقساطنا أن تغطّي عجز ميزانية الجامعة»، وشعارات أخرى رفعها عدد من الطلاب احتجاجاً على مدخل الجامعة الأميركية. وبدا واضحاً عدم مشاركة القوى السياسية في اعتصام الأمس، فنشط حوالى خمسين طالباً مستقلاً، «في ظلّ انعدام نشاط الهيئة الطلابية» كما أشار البيان الذي وزّعوه. يرى جاد، طالب الهندسة، أنّ وجوده في «الأميركية» لا يعني أنه «مرتاح مادياً»، فـ«هذه نظرة غير صحيحة لا يجب تعميمها»، إلا أنه ويعود ويذكر وجود أغنياء «لا يفرق معهم شيء».
بينما جلس هؤلاء على الـ«Main» رافعين لافتاتهم ومبتسمين لعدسات المصوّرين، اكتفت غالبية زملائهم بمراقبتهم من الباحة المقابلة، كأنهم يخشون الانضمام إلى تحرّك كهذا، أو أنّهم غير آبهين بزيادة الأقساط؛ فجلست الغالبية بهدوء، منهم من دخّن السجائر وآخرون راحوا يحتسون القهوة في استراحة ما بين الحصص الدراسية.
يتقدّم أحد المعتصمين ويبدأ بشرح أسباب التحرّك، فيعرض الزيادات المالية التي طالت كلّ كليّة: زيادة بنسبة ستة في المئة للطلاب المتابعين وسبعة في المئة للطلاب الجدد في كليّة الفنون والعلوم، زيادة بنسبة أربعة في المئة في كليّة إدارة الأعمال، زيادة بنسبة ثلاثة في المئة في كل من كليّة الهندسة، وكليّة الزراعة والعلوم الغذائية وكليّة الصحة وفي كليّة الطب والتمريض.
وقامت الإدارة، بهدف تسهيل الأمور على الأهالي في «ضبط ميزانياتهم»، بإرسال هذه القرارات عبر البريد الإلكتروني لكل الطلاب خلال شهر حزيران الماضي. ومن الأسباب التي تذرّعت بها «ارتفاع تكاليف النفقات التشغيلية غير الأكاديمية وتحسين نوعية التعليم في الجامعة وتحسين المباني والتجهيزات». وأشار الطالب فيصل قوّاس الذي شرح القضية، إلى أنّ معظم الأبنية التي تبنى في الـAUB تكون هبات فيطلق على هذه المباني أسماء المتبرّعين.
ومن جهة ثانية، لفت قوّاس إلى تقرير مكتب الأبحاث والتقييم في الأميركية (OIRA) الذي أوضح أنّ الإدارة اعتمدت بشكل كبير على أقساط الطلاب لتغطية عجز موازنتها، كما طالبها بتقديم أساليب أخرى لسدّ عجزها.
وعن حجم المشاركة نسبة إلى عدد طلاب الـAUB، رأى قوّاس أنّ بعض العوامل خفّفت من حضور الطلاب، منها أنّ الدعوة إلى الاعتصام جاءت قبل يومين فقط، يضاف إليها جداول الحصص الدراسية وانهماك زملائه في الدراسة. وكان لا بدّ من الإشارة إلى أنّ عدم مشاركة القوى السياسية أثّرت كثيراً، إلا أنّ «مشاركتها كانت لتعني فشل التحرّك»، يقول قوّاس، مشيراً إلى أنّ كل طرف كان يعرقل نشاط الطرف الآخر، إذ إنّ الأطراف «تعمل لمصلحة قياداتها وأحزابها، لا لمصلحة الطلاب».
وأكّد قّواس متابعة الاعتصامات لتحقيق المطالب، وتحدث عن تشكيل لجنة متابعة لتنظيم التحركات المقبلة، مؤكداً أنّ الطلاب لن يكتفوا بتحرك وحيد، «إنما ستكون سلسلة من النشاطات» بهدف زيادة الضغوط على الإدارة قبل شهر أيار موعد تحديد الموازنة الجامعية الجديدة. كما أشار قواس إلى أنه من المتوقع أن تلتقي هذه اللجنة رئيس الجامعة الأميركية جون واتربري. «زيادة الخير خير»، ربما ليس هذا ما «تنتهجه» إدارة الـAUB، فحسب بل «الزايد أخو الناقص» أيضاً.