راجانا حميّة
بدأت، أمس، تتبلور الآلية المفترض اتّباعها في إدخال مفاهيم «الصحة الإنجابية» إلى مواد المناهج التربوية والأنشطة. وشهد اليوم الأوّل من اللقاء التشاوري حول «إنتاج منهج التربية على الصحة الإنجابية من منظور النوع الاجتماعي بالارتكاز على تنمية المهارات الحياتية» بحثاً في الأطر العامّة لما ستكون عليه «الصحّة الإنجابيّة» في المناهج التربويّة.
وكان المركز التربوي للبحوث والإنماء وصندوق الأمم المتّحدة للسكّان قد اتفقا على ألاّ تكون «الصحّة الإنجابيّة» مادّة منفردة للتدريس في المدارس، إذ تدخل من ضمن الكتب الدراسيّة عبر دمجها بطريقةٍ غير مباشرة لتنمية الوعي لدى التلامذة بشكلٍ مدروسٍ قد لا يلحظ في فتراتٍ لاحقة أيّة تأثيرات سيّئة بالنسبة إليهم أو يخلق لديهم مشاعر ملتبسة قد تصل إلى حدّ السلبيّة بالنسبة إلى البعض، أو من خلال التطبيقات والنشاطات اللاصفّية والنوادي.
وقد تمّ خلال اللقاء، مناقشة استراتيجيّات المشروع التي تتمحور حول كسب التأييد من خلال تحفيز صانعي القرار وقادة الرأي وتحسيسهم بأهمية توعية الشباب على مفاهيم الصحّة الإنجابية والنوع الاجتماعي في المدارس، وتوفير قاعدة معلومات علميّة تؤمّنها مجموعة أبحاثٍ ودراساتٍ داعمة لتوجّهات المشروع بالاستناد إلى معايير علمية محدّدة، إضافة إلى تمكين الشراكة والتعاون بين شركاء وطنيين على المستويات كلها. وقد ركّزت منسّقة اللجنة لوضع المنهاج فاطمة فضل الله على ضرورة توزيع الأهداف التعليميّة والخاصّة المتعلّقة بالصحّة الإنجابية بحسب سنوات التعليم العام ومراحله الأربع، وأشارت إلى اختلاف التلامذة بعضهم عن بعض وما يتبع ذلك من مراعاةٍ لتنوّعهم. وأكدت ضرورة الترابط والتكامل بين الطالب المتعلّم والمعلّم والمنهج، مع مراعاة الأسس النفسيّة والفكريّة والفلسفية والاجتماعية فيه.
من جهتها، طرحت الدكتورة سعاد نبهان المهارات الحياتيّة المرتبطة بالصحّة الإنجابيّة والخطّة المقترحة للتعليم المعتمد على المهارات الحياتيّة لجميع الصفوف من الأوّل حتّى الثاني عشر. ومن جملة المقترحات، وجدت نبهان أن تكون الخطة ملائمة لمراحل تطوّر التلامذة ونموّهم، وتطوير الوعي الذاتي للمرحلة الممتدّة بين الأوّل والرابع الأساسي مثلاً، لتنتقل بعدها إلى البناء على المهارات السابقة وتطوير مهارات أخرى مثل صنع القرار ومقاومة ضغط الأقران والضغط الاجتماعي في المرحلة الممتدّة بين الخامس والثامن أساسي.
وفي نظرة على الصحّة الإنجابيّة من جانب صندوق الأمم المتّحدة للسكّان، لفت الدكتور إدوار الوارديني إلى أنّ الصندوق يركّز على الاعتماد في المدارس على تربيةٍ تأخذ في الحساب منظور النوع الاجتماعي والمهارات الحياتيّة، وتقوم بتزويد الفتيان والفتيات بالقدرات التي تمكّنهم من تحويل معارفهم إلى ممارسات. كذلك دعا إلى إدخال الصحّة الإنجابيّة في برامج التعليم غير النظامي إضافة إلى المناهج التربويّة.